elhocine المدير العام
عدد الرسائل : 1049 العمر : 115 الدولــــــــــة : 0 دعــــــــاء : رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)
الإنسان بالتفكير والله بالتدبير نقاط : 1 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/04/2007
| موضوع: الإسلام دين السلام ـ القرضاوي الثلاثاء مايو 29, 2007 2:35 am | |
| الإسلام دين السلام نحن أول من يرحب بالسلام
يا أيها الأخوة المسلمون ... جعلت الأمم المتحدة هذا العام عام سمته "عام ثقافة السلام" على الناس أن يشيعوا ثقافة السلام بدل ثقافة الحرب، ونحن أول من يرحب بالسلام إذا كان سلاماً حقاً، سلاماً عادلاً، يعطي كل ذي حق حقه، ويرد الظالم عن ظلمه والمغتصب عن غصبه، الأمة الإسلامية أمة السلام، والدين الإسلامي دين السلام ولكنه السلام الحق ليس السلام المزيف، ليس السلام الذي يُضحَك به على الناس، ليس السلام الذي يعطي اللص ما سرق ويرضِّي صاحب الدار بأدنى شيء، السلام الحقيقي نحو المسلمين نرحب به كل الترحيب، صحيح أنهم يتهموننا نحن المسلمين بأننا أمة حرب، وأن الإسلام انتشر بالسيف وأن الأمة الإسلامية لا تعرف إلا السيف وهذا كذب على هذه الأمة وافتراء على هذا الدين، فالسيف لا يفتح قلباً ولا عقلاً قد يفتح أرضاً ولكن من الذي يفتح العقول والقلوب لتؤمن .. ليس هو السيف، والإسلام إنما شهر السيف في وجه أعدائه الذين حاربوه بالسيف وبالعنف من أول يوم، كان رفع الإسلام للسيف دفاعاً عن نفسه، عن حرماته عن الدعوة التي صدوا عن سبيلها ووقفوا في وجهها، كان هذا ما فعله الإسلام، ظل المسلمون ثلاثة عشر عاماً في مكة تُصب عليهم سياط العذاب يجرَّعون الصاب والعلقم يؤذَون من كل جهة وكانوا يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين مضروب ومشجوج ومجروح ويقول له يا رسول الله ائذن لنا أن نحمل السلاح لندافع عن أنفسنا فيقول لهم: "كُفُّوا أيديكم وأقيموا الصلاة"، حتى أذن الله لهم بعد الهجرة أن يدافعوا عن أنفسهم ونزل قوله تعالى (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) المسلمون هم الذين اضطّهِدوا وظُلِموا وأُوذُوا وأُخرِجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق وبغير ذنب اقترفوه إلا أن يقولوا ربنا الله، كانت جريمتهم إعلان التوحيد رفض الأصنام رفض هذه الآلهة الزائفة التي لا تملك لأحد ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، كان ذنب المسلمون أنهم قالوا ربنا الله وديننا الإسلام..
القرآن عبَّر عن الإسلام بالسلم
لهذا نقول أن الإسلام هو دين السلام حقاً، الله تعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) السلم هنا هو الإسلام، عبَّر عن الإسلام بالسلم لأنه سلام للإنسان .. سلام له في نفسه سلام له في بيته، سلام له في مجتمعه سلام له فيمن حوله، هو دين السلام، من أسماء الله تعالى في الإسلام "السلام" الله تعالى هو (الملك القدوس السلام) ولذلك اشتهر المسلمون بين الأمم أن فيهم هذا الاسم "عبد السلام" أي عبد الله ـ الله هو السلام والجنة دار السلام ـ (لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون) "دار السلام"، وتحية المسلمين في الدنيا والآخرة السلام، يلقى المؤمن أخاه فيقول له "السلام عليكم" ويرد عليه "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" وفي الآخر (تحيتهم يوم يلقونه سلام) والمسلمون إذا حاربوا يستجيبون لدعوة السلام إذا كانت في موضعها (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم). الإسلام دين السلام ويبدأ السلام أول ما يبدأ في نفس الإنسان المؤمن إذا أردت أن تقيم سلاماً فابدأه من الفرد .. من اللبنة الأولى، من البذرة الأولى، أقم السلم في نفس الإنسان، في ضمير الإنسان في كيان الإنسان الداخلي الباطني حتى لا يحدث نزاع بينه وبين نفسه صراع بينه وبين فطرته أطفئ هذه الحرب، أقم سلاماً داخلياً في نفس كل مؤمن وهذا ما صنعه الإسلام، الإسلام أقام هذا السلام النفسي بعقائده التي لا نظير لها.
الإسلام أقام السلام النفسي بعقائده
وأول هذه العقائد الإيمان بوجود الله تبارك وتعالى، والإيمان بوحدانيته أنه رب كل شيء وخالق كل شيء ومدبر كل أمر (له الخلق وله الأمر تبارك الله رب العالمين) وأن تؤمن بأن له الكمالات العلا والأسماء الحسنى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) فهو العليم الحكيم وهو الرحمن الرحيم وهو البر الكريم وهو الرازق والمحيي والمميت وهو الملك القدوس السلام، أسماؤه الحسنى هذه العقائد هي التي تقيم هذا السلام في ضمير الإنسان المؤمن. المؤمن يجد هذه الراحة وهذا السلام في فطرته فكل مولود يولد على الفطرة على المعرفة بالله على الإيمان بالله على وحدانية الله فطرة الله التي فطر الناس عليها (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله) ليست هذه من صنع الإنسان ولا من تلقين الإنسان ولا من التعليم المكتسب للإنسان لو تركت الإنسان وحده لابد أن يفكر في هذا الأمر سيجد أن في فطرته جوعاً لا يشبعه إلا المعرفة بالله وفيه ظمأ لا يرويه إلا المعرفة بالله وفيه وحشة لا يؤنسها إلا المعرفة بالله عز وجل وفيه فراغ لا يسدُّه إلا المعرفة بالله سبحانه وتعالى، فطرة .. الإيمان بالله تعالى فطرة، حتى أن أحد الملاحدة العرب قال كلاماً مرة في غاية القوة والمنافق كما جاء عن معاذ رضي الله عنه، قد يقول كلمة حق، قال: "لا تصدقوني إذا شكَّكت في الإيمان أو شكَّكت في وجود الله، الحقائق أقوى من الألفاظ والكلمات أتصدقوني إذا قلت لكم إني لست حياً وأنا أمامكم أتكلم وأسمع وأبصر لا تصدقوني إذا شككت في الإيمان، الإيمان أقوى مني، إن إيماني يساوي وجودي، أنا مؤمن إذن أنا موجود، أنا أفكر إذن أنا مؤمن، أنا إنسان إذن أنا مؤمن" هذا ما قاله هذا الملحد المعروف كلمات حق نطق بها "إيماني يساوي وجودي .. أنا مؤمن إذن أنا موجود".
الإسلام دين الفطرة
الإنسان لا يمكن أن يتخلى عن الإيمان وإذا تخلى عن الإيمان بحث له عن إيمان آخر وإذا تخلى عن رب الأرباب بحث له عن أرباب أخر يعبدهم من دون الله عز وجل، وهذا ما رأيناه ولذلك رأينا الملحدين دائماً مشركين يشركون مع الله آلهة أخرى، والإلحاد ضد الفطرة، الفطرة تعني الإيمان، الإلحاد خروج على الفطرة ولذلك كان الملاحدة طوال التاريخ قِلَّة لا يقام لها وزن وكانت دعوات النبيين ضد الشرك .. كل الأنبياء كانت دعوتهم الأولى (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) فكانت فتنة الأقوام والأمم هي الإشراك بالله تعالى وليست الأفكار لوجود الله عز وجل، فالذين ينكرون وجود الله هم ممارون بالباطل مشكِّكون في الحقائق ومن هنا نقول إن الإيمان يشبع هذه الفطرة التي تتطلب معرفة إله فوق هذا الكون يسيِّره ويدبره وبهذا يستريح الإنسان المؤمن إذا هدي إلى فطرته ولم يتنكر لهذه الفطرة وهو بهذا يجيب عن الأسئلة القديمة الجديدة التي حيرت الإنسان منذ بدأ يفكر من قديم وهي الأسئلة الخالدة من أين؟ وإلى أين؟ ولم؟ من أين جئت وجاء هذا الكون من حولي؟ من الذي أوجد هذا العالم الكبير علويِّه وسفليِّه؟ من الذرة إلى المجرة .. من أين وإلى أين؟ .. بعد هذه الحياة الحافلة بالخير والشر والحلو والمر والحسنات والسيئات والسراء والضراء إلى أين بعد ذلك؟ .. سنموت .. هل الموت هو نهاية المطاف أو بداية لرحلة أخرى هل خلقنا لهذه الأيام ثم بعد ذلك ما هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع، أهذه هي الحياة وقصتها؟! أم أن وراء هذه الحياة حياة أخرى وخلوداً أبدياً يخلد الإنسان فيه في عمله؟ الملحدون ظنوها حياة قصيرة يخلق الإنسان من التراب ويأكل من التراب ويمشي على التراب ثم يدفن في التراب، وانتهت القصة (ما هي إلا حياتنا الأولى نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) أما المؤمنون فعرفوا أن الموت ما هو إلا رحلة جديدة إلى حياة جديدة كما قال الشاعر الصالح:
وما الموت إلا رحلة غير إنه * * * * * من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي
وكما قال عمر بن عبد العزيز "إنكم خلقتم إلى الأبد وإنما تنقلون بالموت من دار إلى دار" المؤمن إذن لا يعيش هذه الحياة القصيرة إنه يعيش مع الخلود إن عمره ممتد، هذا هو شأن الإنسان المؤمن، حياته ليست في هذا الزمن القصير وعمله ليس في هذه الأيام المحدودة إنه يعتقد أن لهذا العمل ثمرات في دار أخرى هي دار بالبقاء ودار الخلود.
المؤمن يعيش في معية الله
والمؤمن لا يعيش وحده إنه يعيش مع ربه يشعر بهذه المعية أن الله معه حيثما كان .. شرَّق أو غرَّب أغور أم أنجد أيمن أم أشأم ذهب إلى الشمال أو عاد إلى الجنوب، حيثما كان فالله مع (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله)، (وهو معكم أينما كنتم)، (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا) يشعر بهذه الصحبة بهذه المعيِّة .. معيِّة التأييد والنصرة، فيزداد قوة على قوة وطمأنينة على طمأنينة مهما ألمَّت به الحوادث ومهما ادلهمَّت من حوله الخطوب وتتابعت عليه الكروب فإن معية الله تؤنسه في الوحشة وتنير له الظُلمة. انظروا إلى سيدنا موسى عليه السلام حينما جاء فرعون بجنوده يتبعه هو وبني إسرائيل حتى أوشكوا أن يمسكوا بهم وقال أصحاب موسى حينما رأوا هذا .. البحر أمامهم والعدو من خلفهم (قال أصحاب موسى إنا لمدرَكون) سيدركنا فرعون وجنوده لا محالة (إنا لمدرَكون) ماذا قال موسى عليه السلام (قال كلا إن معي ربي سيهدين) لن يدركنا فرعون ولا جنود فرعون (إن معي ربي سيهدين) سيهديني إلى حل لقد تذكَّر هذه الوصية الإلهية حينما أرسله الله هو وهارون إلى فرعون وقال (اذهبا إلى فرعون إنه طغى) وقال (إنني معكما أسمع وأرى) لم ينس موسى هذه الكلمة (إنني معكما) فقال (إن معي ربي سيهدين) وهداه الله قال (اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطور العظيم) وكانت نجاة موسى وغرق فرعون، ووقع مثل هذا لسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم حينما دخل الغار واضطر قومه إلى الهجرة وأذن الله له في الهجرة وأراد أن يعمِّي عليهم فدخل غار ثور هو وصاحبه أبو بكر وذهب القوم يبحثون عن محمد وصاحبه حتى وصلوا إلى الغار ووقفوا على فم الغار وأبو بكر مشفق خائف حزين يقول: "يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا" فيقول النبي صلى الله عليه وسلم في ثقة المؤمن وإيمان الواثق: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا" أنزل الله سكينته عليه وأيَّده بجنود لم تروها، هذه السكينة "سكينة النفس" هي ثمرة من ثمرات الإيمان من ثمرات الشعور بمعية الله عز وجل "الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا" وفعلاً كان الله معهما وأيدهم بجنود لم يرها الناس.
إنما المؤمنون إخوة
المؤمن يشعر بمعية الله تبارك وتعالى فلا يحزن إذا حزن الناس ولا يسخط إذا سخط الناس ولا ييأس إذا يأس الناس بل يعتقد أن الله معه ومن كان الله معه فلن يضيع، لن يضيع إنسان ربه معه، رب السموات والأرض وله جنود السموات والأرض (وما يعلم جنود ربك إلا هو) المؤمن يشعر بمعية الله ويشعر بصحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إنه لا يعيش وحده إنه يعيش في قافلة كبيرة عنده في التاريخ، تاريخه ليس تاريخ شخص ولا تاريخ جماعة ولا تاريخ أمة هو تاريخ الإيمان منذ بعث الله النبيين مبشِّرين ومنذرِين وإلى أن يرث الله الأرض من عليها، تاريخ طويل حافل ممتد الجذور، غائر في الأعماق، إنه يعيش مع المؤمنين حيثما كانوا مع النبيين إنه يعيش مع إبراهيم حينما دخل النار، وقال الله لها (يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) يعيش مع موسى ويعيش مع يوسف ويعيش مع الأنبياء جميعاً ويعيش مع خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، وآله وصحبه الطيبين الطاهرين الغر الميامين، يعيش في صحبة هؤلاء جميعاً فيشعر بالأنس أنه ليس وحده، هذه القافلة الإيمانية هم أخوة له (إنما المؤمنون إخوة). أسلم رجل أمريكي منذ سنوات وشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله سألته: ماذا كسبت من هذا الإسلام قال: كسبت الهداية، قلت: نعم الهداية وكسبت كذلك أخوة أكثر من ألف مليون مسلم في العالم هؤلاء كلهم أخوة لك يحبونك ويتمنون لك الخير ويدعون لك، أخوَّة هذه الملايين من تعرفهم ومن لا تعرفهم أنت تصحبهم، هي صحبة روحية، ليسوا معك ولكنهم معك يدعون لك، "ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان" نحن ندعو لمن سبقنا، وندعو في كل خطوة: "اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات"، هذه قوة روحية، مكسب ليس بالبسيط ولا بالهيِّن أن تعيش في صحبة هذه الملايين ومئات الملايين من البشر.
كل ما في الكون مسخَّر للإنسان
بل المسلم المؤمن يعيش في صحبة الوجود كله يأنس بالوجود كله علويِّه وسفليِّه كل هذا الكون يؤنسه ليس هناك شيء عدو له، الله سخر له هذا الكون بسماواته وأرضه وشمسه وقمره ونجومه وليله ونهاره وأنهاره وأبحاره (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) الكون مع الإنسان المؤمن إنه ساجد لله كما تسجد (ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض) إنه مسبح بحمد الله كما تسبح (يسبح له ما في السموات والأرض)، (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) هذا الكون ساجد مسبح بحمد الله فهو معك وهو لك إذن .. ليس عدواً لك، الغربيون يقولون عن انتصارهم في علوم الطبيعة يقولون قهرنا الطبيعة، الإنسان استطاع بالعلم الحديث أن يقهر الطبيعة كأنها عدو تحاربه ويحاربها فهو يقهرها وينتصر عليها، الإسلام لا يعتبر الطبيعة عدواً، الطبيعة من خلق الله هي مسخرة للإنسان والنبي صلى الله عليه وسلم عبر عن هذه العلاقة الودودة بين الإنسان وما حوله حينما قال عن جبل أحد "هذا جبل يحبنا ونحبه" هذا مع أن المسلمين انكسروا بجوار أحد في غزوة أحد ولكن هذا لم يرث، النبي صلى الله عليه وسلم ضد هذا الجبل فهو جبل يحبنا ونحبه، هذا هو الإنسان المؤمن، الملائكة جند الله المبثوثون في هذا الكون في سماواته وأرضه، هؤلاء مع المؤمنين، الله سبحانه وتعالى سخرهم ليدعو للمؤمنين ويستغفروا للؤمنين، هذا الجند الهائل الذي لا يحصيه إلا الله يقول الله تعالى (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقِهم عذاب الجحيم) يستغفرون للذين آمنوا .. الملائكة تستغفر المؤمنين وتدعو لهم (فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم * وقِهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم) الملائكة مشغولون بالدعاء للمؤمنين، أي فضل أعظم من هذا الفضل، المؤمن يعيش في هذه المعاني في هذه المشاعر في هذا الجو المليء بالنفحات في هذا الجو الرباني الذي لا يعرفه أهل الإلحاد ولا أهل الشك ولا أهل الجحود، هذا هو السلام الحقيقي.
السلام يبدأ من ضمير الإنسان
المؤمن من عذاب الحيرة وجحيم الشك التي يعانيها هؤلاء الذين لم يرضوا بالله رباً ولم يرضوا بالإسلام ديناً ولا بمحمد رسولاً، الإنسان المؤمن اطمئن عرف الغاية وعرف الطريق، الغاية هي رضوان الله تعالى ومثوبته والطريق هو المنهج الذي رسمه محمد صلى الله عليه وسلم بما أوحي إليه من ربه، الصراط المستقيم الذي يدعو المؤمن به ربه كل يوم سبع عشرة مرة على الأقل (اهدنا الصراط المستقيم) عرف الغاية وعرف الطريق فاستراح، استراح من الشك واستراح من الحيرة، الشاعر المهجري الذي يقول في قصيدته التي سمَّاها "الطلاسم". جـئـت لا أعـرف مـن أين ولكني أتيـت * * * * * ولــقــد أبصـرت قـُـدَّامـي طـريــقــاً فـأتـيـت وسأمضي ذاهباً إن شئت هذا أم أبيت * * * * * كيف جئت كيف أبصرت طريقي لست أدري
لا يدري من أين ولا كيف جاء ولا أين يذهب ولماذا لست أدري .. لست أدري، فهو يعيش في عذاب الشك، المؤمن نجا من عذاب الشك حينما وقف على عتبة الإيمان ووضع يده في يد الله فأنار له الطريق وهداه سواء السبيل ومضى راضياً مرضياً رضي الله عنه ورضي عن ربه هذا هو شأن الإنسان المؤمن، المؤمن بهذا يعيش في سلام هذه هي حقيقة السلام، السلام يبدأ من هنا، يبدأ من ضمير الإنسان من داخل الإنسان من باطن كيان الإنسان هذا هو السلام، سلام الإيمان، الإيمان الحق الذي لا يقوم على خرافات، ولا الأباطيل ولا يلغي العقل بل هو قائم على العقل وعلى الوجدان، الوحي عندنا ليس ضد العقل لا بل النقل عندنا قائم على العقل لأننا بالعقل عرفنا الله وبالعقل عرفنا صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فلا تناقض عندنا بين عقل ونقل ولهذا نمضي في طريقنا متمسكين بالعروة الوثقى لا انفصام لها، مؤمنين بأننا على الحق المبين كما قال الله تعالى لسيدنا رسوله صلى الله عليه وسلم (فتوكل على الله إنك على الحق المبين)، (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) نحن على الحق المبين، ونحن على الصراط المستقيم والحمد لله رب العالمين.
عام ثقافة السلام
أيها الأخوة المسلمون … كنا نظن الأمم المتحدة التي دعت إلى ثقافة السلام واعتبرت هذا العام عام السلام وثقافة السلام كنا نظنها أنها تقف مع الحق دائماً ومع السلام العادل، ولكن لازالت الأمم المتحدة يسيطر عليها الأقوياء تسيطر عليها القوة الأولى المتفرِّدة الآن في العالم، قوة أمريكا فهي التي تسيِّر الأمم المتحدة وإذا أرادت شيئاً فسرعان ما تجنِّد الأمم المتحدة وأجهزتها ومؤسساتها في خدمة ما تريد كما رأيناهم هم أسرع ما يكونون إلى إرسال القوات الدولية إلى تيمور الشرقية هذا البلد الذي هو جزء من أندونيسيا المسلمة ولكنهم يسوؤهم أن يكون هناك بلد مسلم بهذا الحجم أكثر من مئتي مليون، فيريدون أن يقتطعوا من هذا الجسد عضواً بعد عضو هذه مؤامرة خبيثة وقد اضطرت أندونيسيا أمام ظروفها وأوضاعها الاقتصادية والسياسية أن تقبل هذا الأمر ونرى الأمم المتحدة تسكت عما يجري الآن للشيشان تضرب هذه الجمهورية الإسلامية من فوق ومن تحت ومن السماء ومن الأرض وبالطائرات وبالدبابات، أين صوت الأمم المتحدة؟ ثم أين صوت الأمم المتحدة في قضية فلسطين وقضية فلسطين ستظل هي الجرح الذي ينزف ولقد تكلمنا وتكلمنا وسنظل نتكلم ونتكلم، فنحن نحو ستين عاماً وأنا أتكلم عن قضية فلسطين منذ كنت طالباً في المرحلة الابتدائية ولازالت القضية، صحيح أنهم وقعوا على اتفاقات ولكن على سوء هذه الاتفاقات فإن الإسرائليين لا ينفذونها، إنهم يتلاعبون بالفلسطينيين وستبدي الأيام كما قال الشاعر العربي القديم
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً * * * * * ويأتيك بالأخبار ما لم تزوِّد
سنرى أن باراك ليس خيراً من نتنياهو وكما قال الشاعر
وليس فيهم من فتى مطيع * * * * * فلعنة الله على الجميع
إنهم من طينة واحدة وإن أهدافهم واحدة وإنما تختلف الأساليب، هذا أسلوبه ناعم وهذا أسلوبه خشن، هذا أسلوبه مباشر وهذا أسلوبه غير مباشر، ولكن الجميع يريدونها إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل ومن الأرز إلى النخيل أي من لبنان إلى المدينة وخيبر، هذه أحلامهم وهذا ما يخططون له، ماذا نفعل نحن؟
| |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الإسلام دين السلام ـ القرضاوي الأحد أكتوبر 28, 2007 6:59 pm | |
| بارك الله فيك وجزاك الله خيرا |
|
elhocine المدير العام
عدد الرسائل : 1049 العمر : 115 الدولــــــــــة : 0 دعــــــــاء : رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)
الإنسان بالتفكير والله بالتدبير نقاط : 1 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/04/2007
| موضوع: رد: الإسلام دين السلام ـ القرضاوي الإثنين أكتوبر 29, 2007 6:01 pm | |
| | |
|
صانع التاريخ رفيق نشيط
عدد الرسائل : 64 العمر : 33 الدولــــــــــة : 0 دعــــــــاء : رسائل لكل العباد : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">$post[field5]</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --> نقاط : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 24/05/2007
| موضوع: رد: الإسلام دين السلام ـ القرضاوي الجمعة أغسطس 08, 2008 7:17 pm | |
| | |
|