تمسكه بالسنة مطبقا لها ملتزما بعقيدة السلف الصالح
والعالم الرباني هو العالم العامل الذي يربي الناس في صغار العلم قبل كباره، ونحسب أن سماحة شيخنا ووالدنا عبد العزيز بن عبد الله بن باز -قدس الله روحه، ونور ضريحه، وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به في الفردوس الأعلى- نحسبه كذلك: أنه من العلماء الربانيين الذين منّ الله عليهم بالعلم والعمل، والذين رفع الله ذكرهم وأعلى صيتهم، ووضع لهم القبول في الأرض، ونفع الله بهم وبعلومهم وجهودهم، ونحسبه من البقية الباقية من السلف الصالح، فصفاته -رحمة الله عليه- وأقواله وأعماله وجهوده يترسم فيها السلف الصالح -رضوان الله عليهم-، ويتقيد فيها بما دل عليه الكتاب العزيز والسنة المطهرة النبوية.
فعرفته عليه -رحمة الله- موحدا مؤمنا، قد امتلأ قلبه بخشية الله -عز وجل- وتعظيمه وإجلاله، عرفته -رحمة الله عليه- بكثرة الذكر، واللهج بذكر الله، والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، لا يفتر لسانه بذكر الله -عز وجل-، وفي أيام عشر ذي الحجة يجهر بالتكبير في البيت، في السيارة، وفي السوق، وفي المسجد، يظهر هذه السنة، وهذه الشعيرة العظيمة التي خفيت واختفت عند كثير من الناس.
عرفته -رحمة الله عليه- ملتزما بالسنة مطبقا لها، حريصا كل الحرص على العمل بها، ومن مظاهر لزومه للسنة أنه قل أن يكون سفره إلا في يوم الخميس؛ اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، كان يسافر يوم الخميس، فقل أن يسافر إلا في يوم الخميس، وقد يسافر بعض الأحيان في غير يوم الخميس، لكن في الغالب أن سفره يوم الخميس؛ يترسم السنة، يعمل بالسنة المطهرة.
عرفته -عليه رحمة الله- ملتزما بعقيدة السلف الصالح، محبا لها، يدعو إليها كثيرا، عرفته بتأييد أهل الحق ونصرتهم في أي مكان، فهو -عليه رحمة الله- يحب الخير لكل أحد، ويبذل النصيحة لكل أحد، يبذلها لكل أحد: للصغير والكبير، للأمير وللمأمور، للوزير، لرئيس الدولة، يكتب لرؤساء الدول، يكتب للأمراء، يكتب للوزراء، يكتب للمدراء، يكتب للوجهاء، يكتب أيضا للضعفاء، ويكتب للعامة والخاصة، وكتاباته ونصحه وإرشاده وصل إلى كل مكان.
عرفته -عليه رحمة الله- محبا للخير باذلا له، محبا للنصح والإرشاد في كل مكان، فهو يساعد الفقراء ويساعد العلماء، ويساعد الدعاة، ويساعد المراكز الدعوية في كل مكان في أقطار العالم.
حرصه على استغلال الوقت في كل ما فيه نفع وصلاح في الدين والدنيا
عرفته -عليه رحمة الله- في الحرص على استغلال الوقت، في كل ما فيه نفع وصلاح في الدين والدنيا، فهو يستغل وقته -عليه رحمة الله- لا يضيع عليه أي شيء منه، في السيارة يُقرأ عليه، يُقرأ الكتب والرسائل، ويكتب ويملي ويعلق في السيارة، في الطائرة، في السيارة، في الطريق، وإذا لم يكن عنده أحد أشغل لسانه بذكر الله، بالتسبيح والتحميد والتهليل والدعاء والتضرع، فهو يستغل الوقت ويستفيد من الوقت، ولا يضيع عليه أي شيء، حتى تعجب من الأعمال العظيمة التي ينجزها في الوقت الوجيز.
فإذا زرته مثلا بعد صلاة المغرب، وهو يجلس في المسجد، ماذا ينجز في هذا الوقت؟ أحيانا نزوره ربع ساعة أو نصف ساعة، ماذا ينجز فيها؟ ينجز فيها أعمالا عظيمة، فالكُتَّاب ثلاثة، عنده كتاب ثلاثة عن يمينه وعن يساره يملي عليهم: اكتب لفلان، اكتب للأمير، اكتب للوزير، يكتب للوزير، يكتب الشفاعات، يكتبها ويملي: من فلان.. من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى فلان الفلاني... وكذا شفاعة، نصيحة، إنكار للمنكر، دعوة إلى الله، يملي على هذا، ثم يملي على الثاني، يملي على الثالث، والهواتف ثلاثة أيضا، يجيب على الأسئلة، والثاني ينتظر، والثالث ينتظر وهكذا، فإذا وضع السماعة أخذ السماعة الثانية، ثم يأخذ السماعة الثالثة وهكذا، ومن تحت قدميه ممن يأتي ويستفتي ويسأل أيضا كذلك.
والمجلس الثاني فيه النساء أيضا، يستفتينه، فينجز أعمالا عظيمة في الطلاق، في الشفاعات، وفي الإصلاح بين الناس، وفي الفتيا، أعمال عظيمة ما تحصرها في الوقت الوجيز، قد بارك الله في وقته، وهيأ له الأسباب، وذلك -والله أعلم- لصلاح نيته، فهو سليم الصدر، عرفته بسلامة الصدر، ليس في قلبه غش لأحد من الناس، سليم الصدر، حسن الظن بالناس، لا يسيء الظن بأحد، بل هو حسن الظن، متفائل يتفاءل كثيرا، يؤمّل الخير، يبيت وليس في قلبه غش لأحد.
سلامة الصدر صفة عظيمة لا تكاد تجدها في غيره، لا يحقد على أحد، ولا يغش أحدا، حتى لو جاء إنسان.. حتى يقال.. كما يقال: إنه أتى إنسان ودخل البيت يريد أن يأخذ شيئا (يختلس شيئا)، فأوصى به خيرا، وقال: أعطوه لعله محتاج. فهو -عليه رحمة الله- يبذل النصح لكل أحد.
جوده وكرمه وإحسانه إلى الناس
عرفته بالجود والكرم والإحسان إلى الناس، فهو يطعم الطعام، ولا سيما المحتاجين، في كل يوم يفتح بابه بعد الظهر للناس، ويأتيه الناس من كل مكان، هذا من أفريقيا، وهذا من إندونيسيا، وهذا من الهند، وهذا من مصر، وهذا من الشام، وهذا من السعودية، كلهم يأتون في وقت الغداء وتقدم ما يقاراب خمسة صحون غداء، في كل يوم، سواء كان في الرياض أو في مكة أو في الطائف في الحج، هكذا غداؤه تقدم خمسة صحون في كل يوم، يطعم الطعام.
عرفته داعية إلى الله -عز وجل-، مترسما خطى الرسول -عليه الصلاة والسلام-، يدعو إلى الله، يبذل النصيحة لكل أحد، يهتم بالدعوة والدعاة، يلقي المحاضرات إذا دعي إليها في أي مكان، يتجشم المشاق والصعاب، له عناية عظيمة بالدعاة ومساعدتهم وإعانتهم في كل مكان، في المراكز الإسلامية، في كل مكان يبذل لهم النصيحة، يبذل لهم المشورة، يبذل لهم النصيحة، يبذل لهم المال، ما عنده يبذله، وما ليس عنده يكتب للمحسنين، يعني: يساعد المركز الفلاني، أو الدعاة الفلانيين، مات -عليه رحمة الله- وعدد كبير من الدعاة كلهم على بيته، رواتبهم من بيته، غير الدعاة.. هم غير الدعاة الرسميين الذين لهم رواتب من قبل الدولة، هؤلاء دعاة على البيت، ينفق عليهم ويكتب لهم الرواتب، يكتب للمحسنين وللأمراء، فيأتي على يديه فيرسل لهم.
سعة صدره وحلمه وصبره
عرفته -عليه رحمة الله- بسعة الصدر عنده حلم وصبر وتحمل لا يغضب على أحد، إلا إذا انتهكت حرمات الله، إن انتهكت حرمة الله، أو أراد أحد باطلا، أو أراد خلاف الحق، فهذا لا يلين له، بل يزجره وينكر عليه، ولا ينتقم لنفسه، عليه رحمة الله.
ومناقبه -عليه رحمة الله- كثيرة، ولا أستطيع أن أحصيها، وقد كُتبت في هذا مؤلفات كثيرة، فيها ترجمة لحياته، ترجمت في حياته وبعد مماته، وجمعت وزارة الشئون الإسلامية الدعوة والإرشاد مجلدا ضخما عن سماحته، وجمعت جميع ما نشر عنه في الصحف وفي غيرها في مجلد، وكُتبت في هذا رسائل متعددة، وفضيلة الشيخ الدكتور بكر أبو زيد يعد الآن موسوعة عن سماحته، وهو الآن يعدها، هي تحت الإعداد والتهيئة.
فنسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يتغمده بوافر رحمته، وأن يجزيه خيرا، وأن يثيبه، وأن يضاعف حسناته لقاء ما قدم للإسلام والمسلمين، ولقاء إحسانه وجهوده، وبذله أوقاته وماله وحياته لله -عز وجل-، فنسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يغفر له، وأن يقدس روحه، ورسائله وفتاويه ومؤلفاته كثيرة، وقد وضع الله تعالى له القبول في الأرض، وأطلق ألسنة الناس بالثناء عليه والدعاء له، وقبول فتاويه ونصحه في حياته وبعد مماته، وهذا لا شك أنه من علامة الخير، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن الله إذا أحب عبدا نادى جبرائيل إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبرائيل ويحبه أهل السماوات، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل إني أبغض فلان فأبغضه، فيبغضه جبريل ثم يبغضه أهل السماء، ثم توضع له البغضاء في الأرض .
حرصه على العلم والتعليم
وعرفته عليه -رحمه الله- بالحرص على العلم والتعليم والدروس العلمية، فهو -عليه رحمة الله- يحرص على العلم وعلى قراءة كتب أهل العلم، ولا سيما كتب السلف الصالح وأهل السنة والجماعة، وفي مقدمة ذلك الأحاديث الصحيحة، كالصحيحين، فهو يحرص على هذين الكتابين ويوليهما عناية عظيمة (الصحيحان): البخاري ومسلم قرأهما مرات كثيرة متعددة، وعلق على صحيح البخاري مرات قرأهما، وكذلك بقية الكتب الستة: سنن أبي داود وسنن النسائي وسنن الترمذي وسنن ابن ماجه وموطأ مالك كل هذه قُرأت عليه، وقرئ عليه مسند الإمام أحمد -رحمه الله-، مقدار كبير، وقرئ عليه في الفتح الرباني للساعاتي ترتيب المسند، وقرئ عليه في سنن الدارمي وقرئ عليه تفسير الحافظ ابن كثير قد قرأه مرات عليه -رحمه الله-، وله عناية عظيمة بهذا التفسير.
وفي قراءة هذه الكتب عليه له تعليقات -عليه رحمة الله-، له تعليقات -عليه رحمة الله-، وله موافقات وتأييدات لهؤلاء العلماء، وقد يخالفهم بما يرى أنه الحق، فله تعليقات على تفسير الحافظ ابن كثير وله تعليقات على الصحيحين وعلى الكتب الستة، وله عناية أيضا بـ"بلوغ المرام" للحافظ ابن حجر قرئ عليه مرات وعلق عليه، وله عناية بغيره من الكتب، له عناية خاصة بكتب التوحيد، كتاب "التوحيد" للإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب له عناية عظيمة، قرئ عليه مرات كثيرة، وعلق عليه، وسجل له أشرطة، وقرئ عليه الشرح (شرح هذا الكتاب) "تيسير العزيز الحميد"، و"الفتح المجيد" مرات قرئ عليه، وله تعليقات على هذه الكتب.
وله عناية بكتب أئمة الدعوة بخصوص كتب ورسائل الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب -عليه رحمة الله-، وكتب أئمة الدعوة له عناية كثيرة بهذه الكتب، وله اهتمام عظيم بكتب السلف وعقيدة السلف، وهو -عليه رحمة الله- يحذر من كتب أهل البدع والفرق الضالة، ومن مذاهبهم وعقائدهم: كالجهمية والمعتزلة والأشعرية والرافضة وغيرهم من... والخوارج وغيرهم من أهل الفرق من الفرق الضالة.
والقراءة والتعلم والتعليم هذا أحب شيء إلى نفسه، ولا يرتاح إذا جلس إلا إذا نفع، إلا بشيء ينفع به الناس، يعني إذا جلس في أي مجلس لا بد أن يقرأ عليه الكتاب، فهو -عليه رحمة الله- يستجيب للدعوات إذا دعاه أحد؛ لأجل أن ينفعه، فإذا دعي إلى وليمة أو دعي إلى مجلس يستجيب، ويجعله مجلس علم، يُقْرَأ عليه، ويقرر ويعلق ويجيب على الأسئلة.
قد دعوته إلى بيتي -عليه رحمة الله- مرات، في ثلاث مرات جاءني في البيت: مرتين، ومرة في قصر أفراح، وسجلت له في هذا أشرطة وأسئلة وهي موجودة، واستفتاءات، وشرح للآيات، وهو يستجيب إذا دعي لأجل أن يفيد الناس -عليه رحمة الله-، وهو حريص كل الحرص على الدروس العلمية والتعليم، لا يمل ولا يسأم، بل هي أحب شيء إلى نفسه، وقد سمعته -عليه رحمة الله- يقول لما سئل عن الدروس العلمية، أو طلب منه زيادة الدروس العلمية قال: هي أحب شيء إلى نفسي. الدروس العلمية والتعليم أحب شيء إلى نفسه.
وكانت له دروس أسبوعية مستمرة، وقد عين للطلاب والتلاميذ دروسا أسبوعية لا تتغير على مدى السنين، هذه الدروس ثابتة: درس في يوم الأحد في الصباح بعد الفجر، ودرس في يوم الاثنين بعد الفجر، ودرس يوم الأربع بعد الفجر، ودرس يوم الخميس بعد الفجر. هذه دروس أربعة ثابتة لا تتغير، ولا ينقل بعضها إلى يوم آخر، إذا حصل مانع فض هذه الدروس، ولا ينقل بعضها... معلومة لدى الخاص والعام؛ عملا بما بثت في صحيح البخاري أن بوب في كتاب العلم (باب من جعل للناس أياما معلومة للعلم)، أو كما جاء في ترجمة الإمام البخاري وذكر فيه أثر ابن مسعود: أنه كان يحدث الناس في كل يوم خميس، فقالوا: يا أبا عبد الرحمن لو حدثتنا كل يوم، قال: إني أكره أن أُمِلَكُم، وإني أتخولكم الموعظة كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخولنا .
فهو قيل له -عليه رحمة الله-: لو جعلت بقية الأيام، يوم السبت ما فيه درس بعد الفجر، يوم الثلاثاء ما فيه درس، لو جعلت يوم الثلاثاء، قال: إن هذه يوم الثلاثاء يكون راحة، تكون أيضا حماية ليوم الأحد ويوم الاثنين، ويوم الأربع ويوم الخميس، لو كانت متواصلة مل الناس، فنجعلها أياما معلومة وأيام راحة، الأيام التي هي راحة تكون حماية للأيام التي فيها الدراسة.
وكذلك أيضا له درسان: درس في المساء (درس مسائي) يوم الأحد بعد المغرب، هذا استمر سنتين، ثم في آخر حياته زاد درسا مسائيا في ليلة الخميس، في السنوات الأخيرة الثلاثة زاد درسا، فكان في آخر حياته كان آخر عمره أكثره عملا -عليه رحمة الله-، جعل الله آخر عمره أكثر عملا.
كان لا يسأم ولا يمل حتى إن الطلاب يملون ويسأمون وهو لا يمل ولا يسأم، في درس يوم الخميس يجلس الساعات الطويلة بعد صلاة الفجر، وأحيانا قد يستمر الدرس إلى الساعة التاسعة في الصباح، وهو جالس على الكرسي لا يمل ولا يسأم، هذا يقرأ عليه في التفسير، هذا يقرأ عليه في البخاري هذا يقرأ في مسلم هذا يقرأ في سنن ابن ماجه هذا يقرأ في مسند الإمام أحمد هذا يقرأ في "التوحيد"، هذا يقرأ في الشرح، هذا يقرأ في المصطلح، وفيه سنين قرئ عليه في النحو وفي الفرائض، والطلبة بعضهم يسأمون، وبعضهم ينعسون، وبعضهم يركضون، بعضهم يذهب ولا يستطيع البقاء في هذه المدة إلا القليل، وهو جالس، وأحيانا ينبه، يقال: الساعة كذا. أحيانا قد يزيد على هذا على الساعة التاسعة، ينبه ويقال له: الساعة كذا.
ثم أيضا مع هذه المدة الطويلة يذهب إلى البيت ويجلس ساعة، ثم يجلس في الناس قبل الظهر ساعة في يوم الخميس، مع هذه الجلسة الطويلة، بعض الكتاب يقول: إنه لا يستريح إلا مقدار نصف ساعة. بعض الكتاب الذين عنده، ثم يقول لهم: نريد أن نجلس، ويجلس للناس جلسة ساعة قبل الظهر في يوم الخميس، هذه أعمال عظيمة وأوقات مباركة أنجز فيها إنجازات وأعمالا عظيمة، وهذه الإنجازات وهذه الأعمال العظيمة بارك الله فيها، قد جمعت له -عليه رحمة الله- فتاوى الآن، ورتبت على أبواب الفقه، خرجت الأجزاء الأولى كلها في العقيدة، في التوحيد، وفي الأسماء والصفات، ووصلت إلى خمسة أجزاء أو أكثر، وهي ستخرج -إن شاء الله- تباعا مرتبة على أبواب الفقه، وله رسائل وفتاوي كثيرة، وله أشرطة تفرغ الآن، فنسأل الله أن ينفع بها، وأن يجزل له المثوبة، وأن يقدس روحه، وأن يجعل هذه الأعمال من العمل الذي لا ينقطع، وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له فهذا العلم هذا من العمل الصالح الذي لا ينقطع.
نسأل الله أن يبارك فيه، وأن يثيبه، وأن يجزل له الأجر والمثوبة، وأن ينفع به، ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ونسأل الله أن يوفقنا للاقتداء به في العمل الصالح، وبالدعوة إلى الله، وبالنصح للمسلمين، وفي سلامة الصدر، وفي التحمل والصبر، وفي الكرم وفي الجود، وفي الإحسان إلى الناس، نسأل الله أن يرزقنا الاقتداء به وبأمثاله من السلف الصالح، ونسأل الله أن يلحقه بالسلف الصالح، وأن يجعله منهم، وأن يبارك في علمه، وأن ينفع به، ونسأل الله أن يرزقنا العمل بكتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، والاقتداء بالصحابة والتابعين والأئمة، والعلماء الربانيين أمثال شيخنا عليه رحمة الله.
ونسأل الله أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح، وأن يرزقنا سلوك صراطه المستقيم، وأن يثبتنا على دينه القويم، وأن يتوفانا على الإسلام، إنه ولي ذلك وهو القادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.
كتبه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي حفظه الله
للتوثيق رحم الله العلامة الوالد عبد العزيز بن باز و أسكنه الفردوس الأعلى
[/center]