elhocine المدير العام
عدد الرسائل : 1049 العمر : 115 الدولــــــــــة : 0 دعــــــــاء : رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)
الإنسان بالتفكير والله بالتدبير نقاط : 1 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/04/2007
| موضوع: أيها السلفي إياك و الكذب فإنه عار و فضيحة !! الإثنين مارس 24, 2008 9:24 pm | |
| أيها السلفي إياك و الكذب فإنه عار و فضيحة وخصلة من خصال النفاق، و شعبة من شعب الكفر !!
قال الشاعر :
كذبــتَ ومن يَـكذِب فإنَّ جــزَاءَهُ **** إذا مـَـا أَتـَـى بالـصــِّدْقِ أَلاَّ يُـصـدَّقــَا إذَا عُرِفَ الكَذَّابُ بالكَذِبِ لَمْ يَزَلْ **** لدَى الناسِ كَذَّابًا و إِن كَان صـَادقًا وَمِن آفــةِ الـــكَذَّاب نِسْــيان كَذِبِهِ **** وَتَلَقَّـــاهُ ذَا فِــقْهٍ إذَا كــــانَ حَـــــاذِقًا إنّ من أجلّ الأخلاق و أسماها عند الله و عند أنبيائه رسله و عند عقلاء الناس الصدق ، و أرداها و أحطها و أخسّها الكذب ، فالصدق يهدي إلى البر ؛ و البر يهدي إلى الجنّة ، و الكذب يهدي إلى الفجور ؛ و الفجور يهدي إلى النّار ، و على قدر كذب الشخص تمدّه الشياطين في غيّهِ و ضلالهِ . ولا شكّ أن الصدق من أهم صفات السلفي الداعي إلى الله بلسانه و بيده و بهيئته و بلباسه ، المتميز عن لباس غيره. فالناس إذا علموا من هذا الداعي صدق اللهجة أكرموه ، و أجلُّوه و سوَّدوه، و حرصوا على صحبته و أصاخوا السّمع لتوجيهاته و نصائحه ، و استناروا برأيه ، و أخذوا بقوله ؛ لأنّه لم يكن ليذر الكذب في لهجته ، و يكذب في دعوته إلى الله و إلى سنة رسوله صلى الله عليه و سلّم! فهذا هرقل لمّا سأل مُشركي مكّة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم (هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ) قال أبو سفيان : (فَذَكَرْتَ أَنْ لَا)، فقال هرقل (قَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ) [رواه البخاري في صحيحه رقم 6]. فصِدقكَ أخي في كلامك مع الناس و في كتاباتك مدعاة لقبول دعوتك ؛ ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه و سلّم قال للمشركين : (أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ؟ ) قالوا : (مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا) [رواه مسلم في صحيحه رقم : 307 ]. و في رواية للبخاري (أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ أَوْ يُمَسِّيكُمْ أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي) قَالُوا : (بَلَى). [رواه البخاري في صحيحه رقم 4397]. وإن ممّا يندى له الجبين أن ترى من بعض من ينتمي إلى هذه الدعوة المباركة ، و ينتسب لهذا المنهج الشريف لا يبالي و لا يستحيي أن يؤثر عليه الكذب ، و تراه يكذب على عبادِ الله في حديثه معهم ، وما درى المسكين أن الكذب و إن كان فيه ما يحب أنّـه ذل و عار و خضوع و مبدي للفضائح فضلا عن أنه إثم و خصلة من خصال النفاق، و شعبة من شعب الكفر ؟! و الأعجب من ذلك أن العرب في الجاهلية كانوا يحذرون أن يؤثر عليهم الكذب مما يدل على أن من لم يخش أن يؤثر الناس عليه كذبة ولا يبالي أيصدق في حديثه مع الناس أم يكذب فهو في هذه المسألة بعيد عن الإسلام ، و بعيد عن أخلاق العرب في الجاهلية! قَال هرقل : (أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ)؛ فَقَالَ أَبُو سُفْيَان : (فَقُلْتُ أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا) فَقَالَ : (أَدْنُوهُ مِنِّي وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ) ثُمَّ قَال هرقل لِتَرْجُمَانِهِ: ( قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ ) ؛ قال أبو سفيان : (فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَــيَـــاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ) [رواه البخاري في صحيحه رقم 6]. قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى معلقًا : (من الذي قال لولا الحياء ؟ أبو سفيان ! فتأمَّل كيف كان أبو سفيان و هو كافر يحذر من أن يؤثر عليه الكذب ، و المسلمون اليوم يسهل عليهم أن يؤثر عنهم الكذب مما يدل على أنّ النّاس في هذه المسألة بعيدون عن الإسلام بل بعيدون حتى عن أخلاق العرب في الجاهلية . مداخلة من أحد الحضور : لكن يا شيخ أبو سفيان يتشهى الكذب ! قال الشيخ : إيه إيه لكن ما يتوق إليه خوفًا من العار! ) اهـ [شرح صحيح البخاري شريط رقم 1 وجه ب د 15:36]. قال طرف بن طريف رحمه الله : (مايسرُّنِي أني كذبتُ، و أنَّي لي الدنيا وما فيها) [السير 6 / 128] ، و قال السمّاك رحمه الله: (ما أحسبُني أُؤْجرُ على ترك الكذب ؛ لأنّي أتركه أَنَفَـةً ) ، و قال الشعبي رحمه الله : (عليك بالصدق حيثُ ترى أنّه يضرُّك ؛ فإنّه ينفعك ، و اجتنب الكذبَ حيثُ ترى أنّه ينفعك ؛ فإنّه يضرك ).
إذا مـــَا المَـــرْءُ أخــطأه ثلاثٌ **** فبعه ولو بكــفٍّ مــن رمـــادِ سَلامَةُ صَدْرِهِ و الصِّدقُ منهُ **** و َ كِتمان السرائر في الفـُؤاد ثم اعلم أخي في الله -رحمني الله و إيَّاك - أن الكذّاب أخبث عند أهل السنّة و أشر من المبتدع . قال العلامة المحدّث الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله : (الكذب أخبث من البدع يا إخوان والكذَّاب أخبث عند أهل السنة من المبتدع المبتدع يروى عنه ,رَوَوْا عن القدرية رَوَوْا عن المرجئة ورَوَوْا عن غيرهم من أصناف أهل البدع ما لم تكن بدعة كفرية ما لم يكن كذابا . لو كان ينتمي إلى أهل السنة كذَّاب فهو عندهم أحــطّ من أهل البدع . ومن هنا عقد ابن عدي-رحمه الله- في كتابه "الكامل" حوالي تسعة وعشرين باباً للكذَّابين وبابًا واحداً لأهل البدع . وقَبِل أهل السنة رواية أهل البدع الصادقين غير الدعاة .) [من اجابة على سؤال وجه لفضيلته في المحاضرة التي افتتح بها دورة الإمام عبد العزيز بن باز -رحمه الله-العلمية بمسجد الملك فهد- رحمه الله - بمدينة الطائف بتاريخ 22/06/1426 هـ ] فلينتبه من ظن نفسه أنه يحـــذَر البدع ، و يحــذِّر من المبتدعة و يبغضهم، ثم يقع في ماهو أشرُّ ممّا يحذَر و يحذِّر منه و هو الكـــــذب! و أختم هذه الكلمات بما قاله الشاعر :
كَمْ من حسيبٍ كَرِيم كَانَ ذا شَرفٍ **** قَدْ شَانَهُ الكَذِبُ وَسَطَ الحَيِّ إنْ عمدا و آخر كان صـُـعْـلـُـوكــًا فـَشـَرَّفـَهُ **** صـدْقُ الحدِيثِ و قَولٌ جَانَـبَ الفَنَدَا فصـَار هــذا شَرِيفًا فَــوقَ صـَاحِبِهِ **** وَ صَــار هَذَا وَضِــيعًا تَحْــتَهُ أَبـَدًا
و الله من وراء القصد ، و أسأله جلّ و علا أن يهديني لأحسن الأخلاق فإنّه لا يهدي لأحسنها إلا هو ، و أسأله عز وجل أن يجنبني مساوئ الأخلاق من الكذب و إخلاف الوعد إنّ ربي لسميع الدعاء، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم . | |
|