[color=red]وها قد قرب نصف شهر رمضــان ،،
شريط مفرغ
لفضيلة الشيخ:
صالح بن سعد السحيمي
~~*~~*~~*~~*~~*~~*~~
رابط الشريط:
~~*~~*~~*~~*~~*~~*~~
بسم اله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
أيها الإخوة في الله، بالأمس كنا في استقبال هذا الضيف الكريم، شهر رمضان المبارك، وها هو الآن قد مضى منه قرابة الثلث.
والذي ينبغي للمسلم إن كان ممن حصل عنده تقصير فيما مضى-وكلنا كذلك- عليه أن يتدارك نفسه فيما بقي، وأن يتزود بالأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة فيجتهد في العبادات، وفي نوافل العبادات والتطوعات وتلاوة القرآن وكل ما يقرب إلى الله-سبحانه وتعالى-، يجتهد في تلك الأيام المباركة؛ فإنها تنصرم وتنقضي يومًا بعد يوم، وأحدنا لا يدري ماذا يعرض له، كما يقول عبد الله بن عمر-رضي الله عنه-:
إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وصلّ صلاة مودّع
فتنبه لهذا يا عبد الله، ولا يكن نصيبك في هذه الأيام هو الجوع والعطش تقليدًا وتبعيةً كما هو حال بعض الناس الذين يدخل عليهم شهر رمضان وينقضي وهو لا يُحسّون به، ولا بجو العبادة فيه، بل ربما عدّوه وقتًا مناسبًا لقضاء الوطر والشهوات، وقلة الحياء من الله في السهرات، وإضاعة الصلوات، وسهرٌ على ما حرّم الله-سبحانه وتعالى-، هكذا حال البعض.
ثم أيضًا تك تضييع لأهم ركن بعد الشهادتين وهي الصلاة، والصلاة عمود الدين، والصلة الوثيقة بين العبد وبين ربه، والعهد الذي بين المؤمن وبين ربه، فمن تركها فقد كفر ولو كان تركه تهاونًا على الصحيح.
فالمحروم مَن حُرِمَ الخير في هذه الأيام المباركة، وهو المعني بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : رغِمَ أنف امرئ دخل عليه شهر رمضان ثم خرج ولم يُغفَر له.
لأن جائزة المتعبدين الصائمين القائمين هي المغفرة والعتق من النار-جعلني الله وإياكم ممن هو أهل لذلك-.
فلا بد من المبادرة يا عبد الله، ولابد من الجد والاجتهاد قبل فوات الأوان، قبل أن يُقرَع سن الندم، قبل أن يأتي يومٌ لا مرد له من الله إلا إليه، قبل أن يأتي يومٌ ليس لك إلا ما قدّمت يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ.
فتزود يا عبد الله من نوافل الطاعات في هذه الأيام المباركة، أسهِر ليلك بتلاوة كتاب الله والقيام والتهجد
والانطراح بين يديه، وتعليق قضاء حوائجك به وحده دون سواه، والتعلق به-سبحانه وتعالى-، وسؤاله قضاء الحاجات وكشف الكربات، نلجأ إليه في أن يكشف الغمة، ويزيل الكربة التي تحيط بالإسلام والمسلمين من قِبَل الأعداء، وذلك عندما ضعف الإسلام لدى كثير من الناس، وتخلي بعض الناس عن دينهم أو تساهلوا فيه وتنازلوا عنه من أجل أن يرضى عنه الآخرون، فأوصيكم بنفسي أيها الإخوة بتقوى الله في السر والعلن، وبالجد والاجتهاد في هذه الأيام المباركة؛ فإنها أيام لا تُعَوّض ولا ندري هل ندركُ بقيتها أم أننا نكون في عالمٍ آخر عندما لا يجد الإنسان إلا ما قدّم فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ [url=](7)[/url] وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8).
واعلم يا عبد الله أن مضاعفة النوافل أعظم الأسباب لمحبة الرب-سبحانه وتعالى-.
روى الإمام البخاري-رحمه الله تعالى- عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال فيما يرويه عن الله=جل وعلا-: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته.
وهذا تفسيرٌ لقوله: [color:a9c5=blue:a9c5]كنتُ سمعه وكنتُ يده ... الخ في أن الله يكلأه ويحبه ويرعاه ويحفظه ويحيطه بعنايته ويحفه برعايته إلى أن يلقى الله-سبحانه وتعالى-.
فأوصيكم ونفسي أيها الإخوة بالمبادرة في هذه الطاعات، والجد والاجتهاد في هذه الأيام المباركات، وتحري الفضل من الله-سبحانه وتعالى-، والإكثار من الخير والصدقة والتوبة والاستغفار واللجوء إلى الله-سبحانه وتعالى-.
انتهت مادة الشريط
اسم الشريط الأصلي "شهر رمضان" ولكن من باب لفت الانتباه غيرت العنوان
منــــــــــــقول