elhocine المدير العام
عدد الرسائل : 1049 العمر : 115 الدولــــــــــة : 0 دعــــــــاء : رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)
الإنسان بالتفكير والله بالتدبير نقاط : 1 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/04/2007
| موضوع: نصرة خير البرية وإمام الأمة وسيرته العطرة الجمعة يونيو 01, 2007 2:27 pm | |
| أطفئ نيـران قلبك عاد –صلى الله عليه وسلم- إلى بيته حتى دنا من حجراته، وما نظن إلا أنه كان كالاًّ بعد يوم مثل كل أيامه يقضيه في دعوته وبلاغ رسالته، وأنه عاد مجهود البدن مجهود النفس بعد أن بذل للناس خلقه وبشره، وفضله وبره، ثم عاد إلى بيته أحوج ما يكون إلى مستراحه وأنسه ليريح بدنه ونفسه.
كان –صلى الله عليه وسلم- يسير وقد ارتدى برداء نجراني غليظ الحاشية أداره على عنقه وألقى فضله على منكبه، حتى إذا وصل إلى حجرته وكاد أن يدخلها، إذا أعرابي من أهل البادية يسارع إليه حتى إذا أدركه جذب طرف ردائه من خلفه جذبة شديدة فاجأت النبي –صلى الله عليه وسلم-
وكان من أثر هذه الجذبة الشديدة المفاجئة: أ- اختل توازن النبي –صلى الله عليه وسلم- فتقهقر إلى الخلف حتى رجع في نحر الأعرابي.
ب- انشق الرداء من أثر شدة الجذبة الأعرابية.
ج- غاصت حاشية الرداء في عنق النبي –صلى الله عليه وسلم- فجعل أنس ينظر عنق النبي –صلى الله عليه وسلم- وكان عنقه أبيض وضيئاً كأنه إبريق فضة- فإذا حاشية الرداء قد أثرت في صفحة عنقه –صلى الله عليه وسلم- من شدة جذبة الأعرابي. لقد كان المتوقع حينئذ أن يمتقع الأعرابي لما جرى، وأن يعتذر عما حدث، وأن يتلطف للنبي –صلى الله عليه وسلم- طالباً عفوه، ولكن هذا ليس الذي جرى فقد نادى النبي –صلى الله عليه وسلم قائلاً: يا محمد. إنه نداء بجفاء فالله يقول:"لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً". ثم طلب فقال: أعطني من مال الله الذي عندك. إنه الجفاء في المسألة أيضاً.
وبعد فأتمنى منك أن تتوقف لحظة عن القراءة
وتغمض عينيك وتفكر في الإنفعال الذي يمكن أن تثيره متوالية المثيرات المستفزة هذه؟
جذبة شديدة أرجعت النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى الوراء، وشقت الرداء، وأثرت في صفحة العنق الشريف، ثم نداء بجفاء، وطلب بإلحاف.
كثّف هذه الصورة في ذهنك وتخيل أي حريق من الغضب يكفي واحد منها لإشعاله في القلب فكيف بها مجتمعه، فكر في ردة الفعل المتوقعة لهذه المثيرات المتتابعة.
أما نبيك –صلى الله عليه وسلم-
فقد كانت ردة فعله عجباً عاجباً، سمت فوق ضوابط الانضباط، ومثل المثالية، إلى أفق أعلى إنه أفق العظمة المحمدية.
لقد التفت فلم يعرض، وضحك ولم يتجهم، وأحسن ولم يعاقب،
يقول أنس –رضي الله عنه- وهو شاهد هذا المشهد
"فالتفت إليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثم ضحك ثم أمر له بعطاء".
ننتهي من رواية هذه القصة
ولكننا بحاجة إلى أن نعيدها ونكرر إعادتها بصمتٍ متأمل وفكرٍ مستغرق، حتى تتشربها كل خلايا الوجدان. ونقف مع معان منها ثلاث وندع تداعيات المعاني لنفسك المتأملة وتفكيرك العميق.
1- إن هذه المثيرات بفجائتها وجفائها تشعل نيران الغضب في النفس، وتثير ردة فعل غاضبة ومنفعلة، وغالباً ما تأتي ردة الفعل الغاضبة سريعة وفجائية، كما كان المثير سريعاً ومفاجئاً.
لكن نبيك –صلى الله عليه وسلم- لم يكن يتعامل مع المثيرات بقانون الفيزياء (لكل فعل ردة فعل مساوية في القوة، معاكسة في الاتجاه) ولكنه كان يتعامل بقانون آخر، إنه قانون العظمة الأخلاقية (وإنك لعلى خلق عظيم). إن أشد ما يبهرك في تجاوب النبي –صلى الله عليه وسلم-
أنها ردة الفعل السريعة التلقائية،
ومع ذلك جاءت وكأنما هي معدة بعناية بالغة:
إلتفات يدل على الاهتمام، تبسم يدل على الترحيب، إكرام وبذل يقضي الحاجة، وما ذاك إلا للعمق الأخلاقي في وجدان النبي –صلى الله عليه وسلم-. إن التروي من هذا الدرس النبوي يطفئ نيران الغضب في القلوب، ويسكب السكينة في النفوس، ويجعل زمام انفعالاتنا بأيدينا بدل أن تكون أفعالنا بيد انفعالاتنا.
2- إن الذي يقول لمن قال له أوصني: (لا تغضب)، فيكررها مراراً فيقول : (لا تغضب)، والذي يقول:"إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" هو –صلى الله عليه وسلم- الذي يستثار هذه الاستثارة فلا يغضب، ويملك نفسه أيما تملك عند مثيرات الغضب.
إنه التناغم الرائع بين الدعوة والقدوة، والأقوال والأفعال، ليتحقق من ذلك التكامل المبهر في شخصية النبي –صلى الله عليه وسلم-
في تمثل مكارم الأخلاق التي بعث بتتميمها، وإن الدعوات تظل باهتة منطفئة الأثر ما لم تتمثل واضحة متألقة في شخصية دعاتها.
- ألا نتساءل ما الذي دفع هذا الأعرابي أن يطلب ما يطلب بكل هذا الوثوق، بل ويتجاوز إلى حد الجفاء والإلحاف، ألا يخاف عقوبة؟
ألا يخشى بطشاً؟
إن الجواب بوضوح أنه كان يعيش في خفارة أخلاق
محمد –صلى الله عليه وسلم-
التي أعطته الأمان والثقة ليعبر عما في نفسه، ويطالب بما يظنه حقه. وليعيش شخصيته كاملة لا يحجمها الخوف، ولا يشوهها الإذلال، ولذلك فإن أولئك الذين كانوا يطالبون بحقوقهم، هم الذين أدوا واجباتهم وحملوا إلى العالمين رسالة نبيهم، يرخصون لها أغلى ما يملكون مهجهم التي بين جوانحهم بعد أن ملكها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بالتربية العالية التي تبني الشخصية، وتعزز الثقة، وتشعر كلاًّ بقيمته، وإنسانيته، وأهميته، فكان كل واحد منهم شخصية سوية واثقة واضحة معبرة. أما عند ما يُسْكِتُ الخوفُ الألسنةَ فإن القلوب تصبح مدافن للأحقاد... بيان في استمرار مقاطعة الشركات الدانماركية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد : فقد تعالت في الآونة الأخيرة أصوات مطالبة برفع المقاطعة عن بعض الشركات الدنمركية القوية بناء على استنكارها أخيراً لما نشر في الرسوم الساخرة بالنبي صلى الله عليه وسلم
وموقف حكومتها من ذلك ؛ وتأثرا بهذه المطالبة فقد تراجع بعض التجار الكبار ـ هداهم الله تعالى ـ عن مقاطعة هذه الشركة ، الأمر الذي ساء المنتصرين للرسول صلى الله عليه وسلم بسلاح المقاطعة ، وسر الشركات الدانمركية والمتضامنين معها ، هذا مع أن حكومة الدانمرك لا تزال مصرة على عدم اكتراثها بما حدث .
وعليه فإننا نوصي عموم المسلمين ونخص التجار والشركات بالاستمرار على المقاطعة ؛ لأنها السلاح المستطاع الذي ظهر أثره في ردع المعتدين ، وجعلت من الدانمرك عبرة لدول عديدة وأسهمت في توحيد الصف الإسلامي .
كما ننصح إخواننا الذين دعوا إلى رفع المقاطعة عن هذه الشركة إعادة النظر في بيانهم .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
حقيقة الاحتفال بالمولد النبوي - الاختلافحول الاحتفال بالمولد النبوي ليس اختلافاً بين من يحب الرسول ويعظمه وبين من يبغضهويهمل شأنه بل الأمر على العكس من ذلك تماماً. - الفاطميون الإسماعيليون هم أولمن ابتدع بدعة الاحتفال بالمولد النبوي. - (الحقيقة المحمدية) في الفكـر الصوفيتختلف تماماً عما نؤمن به نحو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
مقدمة
اطلعت على بعض المقالات التي يـروج أصحابها لفكرةالاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، واتخاذ يوم ولادته عيداً ليكون ملتقىروحياً للمسلمين -على حد تعبيرهم- ومحاسبة النفس على مدى الاتباع والتمسك بالدينالإسلامي كما يزعمون.. وبالرغـم من أن هذا الموضوع قديم، وقد كتب فيه المؤيدونوالمعارضون، ولن يزال الخلاف فيه -الا ما شاء الله- إلا أنني رأيت من واجبي تجليةبعض الحقائق التي تغيب عن جمهـور الناس عند نقاش هذه القضية.. وهذا الجمهور هو الذييهمني الآن أن أضع مجموعة من الحقائق بين يديه ليعلم حقيقة الدعوة إلى الاحتفالبمولده صلى الله عليه وسلم.. ولماذا ترفض هذه الدعوى من أهل التوحيد والدين الخالصوالإسلام الصحيح.
ماذا يريد الدعاة إلى الاحتفالبالمولد النبوي على التحديد؟
يصور دعاة الاحتفال والاحتفاء بيوم مولد الرسول صلىالله عليه وسلم على أنه هو مقتضى المحبة والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم،وأن يوم مولده يوم مبارك ففيه أشرقت شمس الهـداية، وعم النور هذا الكون، وأن الرسولصلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين، ولما سئل عن ذلك قـال: [هذا يوم ولدت فيهوترفع الأعمال إلى الله فيه، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم]، وأنه إذا كان العظماءيحتفل بمولدهم ومناسباتهم فالرسول صلى الله عليه وسلم أولى لأنه أعظم العظماء وأشرفالقادة..
ويعرض دعاة الاحتفال بالمولد هذه القضية على أنها خصومة بين أحبابالرسول صلى الله عليه وسلم وبين أعدائه وخلاف بين من يعظمون الرسول صلى الله عليهوسلم ويقدرونه وينتصرون له، وبين من يهملونه، ولا يحبونه ولا يضعونه في الموضعاللائق به.
ولا شك أن عرض القضية على هذا النحو هـو من أعظم التلبيس وأكبرالغش لجمهور الناس، وعامة المسلمين، فالقضية ليست على هذا النحو بتاتاً فالذين لايرون جواز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم خوفاً من الإبتداع في الدين همأسعد الناس حظاً بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته، فهم أكثر الناس تمسكاًبسنته، واقتفاءاً لآثاره، وتتبعاً لحركاته وسكناته، وإقتـداء به في كل أعماله صلىالله عليه وسلم، وهم كذلك أعلم الناس بسنته وهديه ودينه الذي أرسل به، وأحفظ الناسلحديثه، وأعرف الناس بما صح عنه وما افتراه الكذابـون عليه، ومن أجل ذلك هم الذابونعن سنته، والمدافعون في كل عصر عن دينه وملته وشريعته بل إن رفضهم للإحتفال بيوممولده وجعله عيداً إنما ينبع من محبتهم وطاعتهم له فهم لا يريدون مخالفة أمره، ولاالإفتئات عليه، ولا الإستدراك على شريعته لأنهم يعلمون جازمين أن إضافة أي شيء إلىالدين إنما هو استدراك على الرسول صلى الله عليه وسلم لأن معني ذلك أنه لم يكملالدين، ولم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم كل ما أنزل الله إليه أو أنه استحيا أنيبلغ الناس بمكانته ومنزلته، وما ينبغي له، وهذا أيضا نقص فيه، لأن وضع الرسول صلىالله عليه وسلم في مكانته من الدين الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغهوقـد فعل صلى الله عليه وسلم، فقد بين ما يجب على الأمة نحوه أتم البيان فقال مثلا [لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين] (أخرجه البخاريومسلم) * وقال عمر بن الخطاب: والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال : [لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك] فقـال -أي عمر- : فأنت الآن أحب إلي مننفسي، فقال: [الآن يا عمر] (أخرجه البخاري).. والشاهد أن الرسول صلى الله عليهوسلم لا يستحي من بيان الحق، ولا يجوز له كتمانه، ولا شك أن من أعظم الحق أن يشرحللناس واجبهم نحوه، وحقه عليهم، ولو كان من هذا الحق الذي له أن يحتفلوا بيوم مولدهلبينه وأرشد الأمة إليه. وأما كونه كان يصوم يوم الاثنين وأنه علل ذلك أنه يومولد فيه، ويوم ترفع الأعمال إلي الله فيه، فإن أحباب الرسول صلى الله عليه وسلم علىالحقيقة يصومون هذا اليوم من كل أسبوع اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. وأما أولئك الملبسون فإنهم يجعلون الثاني عشر من ربيع الأول يوم عيد ولو كانخميساً أو ثلاثاءً أو جمعةً. وهذا لم يقله ولم يفعله رسول الله صلى الله عليهوسلم، فلم يثبت أنه صام الثاني عشر من ربيع الأول، ولا أمر بصيامه. فاستنادهمإلى إحيـاء ذكرى المولد، وجعل الثاني عشر من ربيع الأول عيداً لأن الرسول صلى اللهعليه وسلم صام يوم الاثنين تلبيس على عامة الناس وتضليل لهم.
والخلاصة: أن الذينيُتهمون بأنهم أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم ومنكرو فضله، وجاحدوا نعمته، كمايدّعي الكذابون هم أسعد الناس حظا بإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحبته، وهمالذين علموا دينه وسنته على الحقيقة. وأما أولئك الدعاة إلي الاحتفال بالمولدفدعوتهم هذه نفسها هي أول الحرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول الكذب عليه،والاستهانة بحقه. لأنها مزاحمةٌ له في التشريع واتهام له أنه ما بيّن الدين كماينبغي، وترك منه ما يستحسن، وأهمل ما كان ينبغي ألا يغفل عنه من شعائر محبتهوتعظيمه وتوقيره، وهذا أبلغ الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذه نقطةالفصل في هذه القضية، وبداية الطريق لمعرفة من اهتدى ومن ضل فيها. فدعاة المولد -بدعوتهم إليه- مخالفون لأمره صلى الله عليه وسلم، مفتئتون عليه، مستدركون علىشريعته، ونفاة المولد متبعون للرسول صلى الله عليه وسلم، متابعون لسنته، محبون له،معظمون لأمره غاية التعظيم متهيبون أن يستدركوا عليه ما لم يأمر به، لأنه هو نفسهصلى الله عليه وسلم حذرهم من ذلك فقال : [من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد] (أخرجه البخاري ومسلم) و [من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد] (أخرجه البخاريومسلم) | |
|
elhocine المدير العام
عدد الرسائل : 1049 العمر : 115 الدولــــــــــة : 0 دعــــــــاء : رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)
الإنسان بالتفكير والله بالتدبير نقاط : 1 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/04/2007
| موضوع: رد: نصرة خير البرية وإمام الأمة وسيرته العطرة الجمعة يونيو 01, 2007 2:30 pm | |
|
مَنْ هَؤُلاَءِ؟ ومَنْهَؤُلاَءِ؟
وهنا يأتي السؤال من الداعون إلى المولد ومنالرافضون له؟ والجواب أن الرافضين للمولد هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمالكـرام، ونقول الرافضين -تجوزاً- فالمولد هذا ما كان في عصرهم قط، ولم يعرفوهأبدا، ولا خطر ببالهم أصلا، وعلى هذا كان التابعون وتابعوهم وأئمة السلف جميعاًومنهم الأئمة الأربعة أعلام المذاهب الفقهية المشهورة.
وعلماء الحديثقاطبةً إلا من شذ منهم في عصور متأخرة عن القرون الثلاثة الأولى قرون الخير، وكل منسار على دربهم ومنوالهم إلى يومنا هذا. وهؤلاء هم السلف والأمة المهتدية الذينأمرنا الله باتباعهم والترضي عنهم، وفيهم الخلفاء الراشدون المهديون الذين أمرناالرسول صلى الله عليه وسلم باتباع سنتهم فقال : [عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدينالمهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة] (أخرجه ابن أبي عاصم في (السنة) والترمذي وابن ماجه من حديث العرباض بن سارية وصححهالألباني)
فهل كان هؤلاء من جعل يوم مولده عيداً، ومن خصه بشيء من العباداتأو العادات أو التذكير أو الخطب، أو المواعظ. وإذا كانت الأمة الصالحة هي ماذكرنا وهي التي لم تحتفل بيوم مولده، وتركت ذلك تعظيماً للرسول صلى الله عليه وسلملا إهانة له، ومعرفة بحقه لا جحوداً لحقه، فمن إذن الذين ابتدعوا الاحتفال بمولده،وأرادوا -في زعمهم- أن يعظموا الرسول صلى الله عليه وسلم بما يعظمه به سلف الأمةالصالح، وأرادوا أن يحيُّوُهُ صلى الله عليه وسلم بما لم يُحَيِّه به الله؟ والجواب:أن أول من ابتدع ذلك هم ملوك الدولة الفاطمية في القرن الرابع الهجري ومن تسمى منهمباسم (المعز لدين الله) ومعلوم أنه وقومه جميعا إسماعيليون زنادقة، متفلسفون.أدعياء للنسب النبوي الشريف، فهم من ذرية عبد الله بن ميمون القداح اليهودي الباطنيوقد ادعوا المهدية وحكموا المسلمين بالتضليل والغواية، وحولوا الدين الى كفر وزندقةوإلحاد، فهذا الذي تسمى (بالحاكم بأمر الله)، هو الذي ادعى الألوهية وأسس جملة منالمذاهب الباطنية الدرزية احدها، وأرغم المصريين على سب أبي بكر وعمر وعائشة وعلقذلك في مساجد المسلمين ومنع المصريين من صلاة التراويح، ومن العمل نهاراً إلى العملليلاً ونشر الرعب والقتل واستحل الأموال وأفسد في الأرض، مما تعجز المجلدات عنالإحاطة به. وفي عهد هؤلاء الفاطميين أيضا وبإفسادهم في الأرض أكل المصريون القططوالكلاب وأكلوا الموتى، بل وأكلوا أطفالهم. وفي عهد هؤلاء الذين ابتدعوا بدعةالمولد تمكن الفاطميون والقرامطة من قتل الحجاج وتخريب الحج، وخلع الحجر الأسود. والخلاصة:أن بدعة المولد نشأت من هنا، وهل يقول عاقل أن هؤلاء الزنادقة الملحدون قداهتدوا إلي شيء من الحق لم يعرفه الصديق والفاروق وعثمان وعلي والصحابة والسلفالأئمة وأهل الحديث؟ هل يكون كل هؤلاء على باطل وأولئك الكفرة الملاعين على الحق؟وإذا كان قد اغتر بدعوتهم بعض من أهل الصلاح والتقوى وظن -جهلاً منه- أن المولدتعظيم للرسول صلى الله عليه وسلم ومحبة له هل يكون الجاهلون المغفلون حجة في دينالله؟!
ماذا في المولد؟ وما الذي يصنعفيه؟
ونأتي الآن إلى سؤال هام: وماذا في المولد؟ وما الذييصنع فيه؟ والجواب:أن الذين يحتفلون بالمولد هم في أحسن أحوالهم مبتدعون،مفتئتون على رسول الله صلى الله عليه وسلم مستدركون عليه. مجهلون لسلف الأمةوأئمتها. هذا في أحسن الأحوال إذا صنعوا معروفا في الأصل لتذكر لنعمة الله بإرسالالرسول صلى الله عليه وسلم، وقراءة في سيرته وصلاةٍ وسلامٍ عليه، وإظهارٍ للفرحوالسرور بمبعثه، ونحو ذلك مما هو من الدين في الجملة ولكنه لم يشرع في هذهالمناسبة. ولكن الحق أن أهل الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم هم في العموم ليسواعلى شيء من هذا أصلا.
فالمولد عندهم بدعة أنشأت بدعاً منكرة، بل شركاًوزندقة، فالاحتفال بالمولد عند أهله المبتدعين نظام وتقليد معين، واحتفال مخصوصبشعائر مخصوصة وأشعار تقرأ على نحو خاص، وهذه الأشعار تتضمن الشرك الصريح، والكذبالواضح، وعند مقاطـع مخصوصة من هذا الشعر يقوم القوم قياماً على أرجلهم زاعمين أنالرسول صلى الله عليه وسلم يدخل عليهم في هذه اللحظة ويمدون أيديهم للسلام عليه،وبعضهم يُطفئ الأنوار، ويضعون كذلك كأساً للرسول صلى الله عليه وسلم ليشرب منه، فهميضيفونه في هذه الليلة!! ويضعون مكاناً خاصاً له ليجلس فيه بزعمهم - إما وسطالحلقة، وإما بجانب كبيرهم.. الذي يدَّعي بدوره أنه من نسله... ثم يقوم(الذِكر) فيهم علي نظام مخصوص بهز الرأس والجسم يميناً وشمالاً وقوفاً على أرجلهم،وفي أماكن كثيرة يدخل حلقات (الذِكر) هذه الرجال والنساء جميعاً. وتذكر المرأةهزاً علي ذلك النحو حتى تقع في وسط الجميع ويختلط الحابل بالنابل حتى أن شعوباًكثيرة ممن ابتليت بهذه البدعـة المنكرة اذا أرادت أن تصف أمرا بالفوضى وعدم النظاميقولون (مولد) يعنون أن هذا الأمر في الفوضى وعدم النظام يشبه الموالد. والعجيبأن هذه الزندقة التي ابتلي به العالم الإسلامي منذ الفاطميين وإلى يومنا هذا -وإنكان قد خف شرها كثيراً- والتي ابتدعها القوم تعظيما للرسول صلى الله عليه وسلم فيزعمهم لم يقصروها على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل جعلوا لكل أفاكٍ منهممولداً، ولكل زنديق مدع للولاية مولداً، وبعض هؤلاء يعظم مولد هؤلاء ما لا يعظمونمولد الرسول صلى الله عليه وسلم. فهذا مولد من يسمى (بالسيد البدوي) الذي لايعرف له اسم ولا نسب والذي لم يثبت قط أنه صلى جمعة أو جماعـة والذي لا يعرف أيضاًأكان ذكراً أم أنثى حيث أنه لم يكشف وجهه قط!! وكان ملثماً أبداً!! هذا (السيدالبدوي) والذي أنكر أهل مكة أن يكون منهم أو يعرفوه - يحتفل بمولده أعظم منالاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإلى اليوم يجتمع بمولده في أسبوعواحد أكثر من سبعة ملايين شخص وهو عدد أعظم من العدد الذي يجتمع في الحج. فإذاكان أمثال هؤلاء تُعظم موالدهم واحتفالاتهم على نحو ذلك، فهل يكون هذا أيضاً منتعظيم الرسول؟! وهل من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل (المعزالفاطمي) وهو الذي ابتدع بدعة المولد النبوي. لنفسه مولداً كمولد رسول الله صلىالله عليه وسلم؟ فهل أراد تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبته حقا؟! وإذاكانوا قد نافسوه في هذه العظمة بل احتفلوا بغيره أعظم من احتفالهم به صلى الله عليهوسلم فهل هذا دليل محبتهم وتوقيرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فليتهم اذاابتدعوا بدعة المولد أن يكونوا قد حرموها على غير رسـول الله صلى الله عليه وسلموقصروها عليه لمنزلته ومكانته، ولكنهم ابتدعوه قنطرة يقفزون عليها لتعظيم أنفسهمواتباع أهوائهم، وجعل هذا مناسبة لترويج مذاهب بعينها وعقائد مخصوصة يعرفها من قرأشيئا عن الفكر الصوفي والفكر الباطني..
عقيدة الأمة في الرسول صلى الله عليه وسلم غير عقيدةهؤلاء!
والحق أن عقيدة الأمة الإسلامية المهتدية في الرسولصلى الله عليه وسلم غير عقيدة هؤلاء المبتدعين.. فرسـول الله صلى الله عليه وسلمعند المسلم الحقيقي هو النبي والرسول الذي تجب طاعته قبل كل أحد وبعد كل أحد، ولاتجوز معصيته، والذي يجب محبته فوق كل أحد والذي لا دخول للجنة إلا بمحبته وطاعتهواقتفاء أثره، وأنه النبي الخاتم الذي جاء بالتوحيد والإيمان والدين الصحيح الذييعبد به الله وحده لا شريك له.. وأما أولئك فإن الرسول صلى الله عليه وسلمعندهم غير ذلك تماما فالرسول صلى الله عليه وسلم عند هؤلاء هو أول من خلق الله منالهباء -في زعمهم- وهو المستوي على عرش الله، والذي من نوره هُوَ خلق العرش والكرسيوالسموات والأرض، والملائكة والجن والإنس وسائر المخلوقات وهذه عقيدة ابن عربي (صاحب الفصوص والفتوحات المكية)، واقرأ في ذلك (الذهب الإبريز لعبد العزيز بن مباركالسجلماسي) وانظر كتابنا (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة) باب: (الحقيقةالمحمدية) (ص 151) وانظر فيه ما قاله محمد عبده البرهامي في كتابه (تبرئة الذمة فينصح الأمة)!! والذي يدعي فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لجبريل من يأتيكبالوحي يا جبريل؟ فقال جبريل تمتد يد من خلف الحجاب فتعطني الآيات فآتيك بها.. فكشفالرسول صلى الله عليه وسلم في زعمهم - عن يده وقال مثل هذه يا جبريل؟! فقال جبريلمتعجبا : (منك وإليك يا محمد) فانظر هذه هي عقيدتهم في الرسول صلى الله عليه وسلمأنه أنزل الوحي من السماء وتلقاه في الأرض. وقـد فصَّل هذه العقيدة عبد الكريمالجيلي الصوفي الزنديق في كتابه (الإنسان الكامل).. فانظره إن شئت. فالرسول صلىالله عليه وسلم عندهم ليس هو الرسول عندنا بل هو عند أساطينهم ومحققيهم هو اللهالمستوي على العرش، وعند جهلائهم وأغبيائهم هو المخلوق من نور العرش، أو من نورالله وهؤلاء ربما يعتقدون أن الله موجود قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن العرشمخلوق قبل الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولكن أولئك (المحققين في زعمهم) يعتقدون أنوجود الرسول صلى الله عليه وسلم سابق على وجود العرش بل وجود كل مخلوق لأنه أول (التعينات) أي أول من أصبح عيناً أي شيئاً معيناً ومن نوره تخلقت كل الخلائق بعدذلك. وأما المغفلون منهم فيقـول يا أول خلق الله ظانين أنه مخلوق قبل كل البشرفهو عندهم مخلوق قبل آدم نفسه وأولئك يقولون يا أول خلق الله على الأرض قبل العرشوالكرسي والسموات والأرض والجنة والنار بل كل هذه في زعمهم خلقت من نور الرسول صلىالله عليه وسلم. ولا شك أن هذا كفر وهذا كفر، فالرسول صلى الله عليه وسلم قدخُلِق بشَراً كما يُخلق سائر البشر وكان خلقه في وقت تكونه نطفة فعلقة فمضغة..ووليداً {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ} (الكهف:110) ولا يخفى أيضاً أنهؤلاء المبتدعين لم يخطئوا فقط في حقيقة النبي صلى الله عليه وسلم بل كذلك أخطئوافي إعطاء كل ما يجب لله أعطوه للرسول صلى الله عليه وسلم، من دعاء له واستغاثة به،وعبادة بكل معاني العبادة. وهذه أمور لا يتسع المقام لذكرها.
والخلاصة:أننايجب أن نفهم هـذا الأمر الذي يبدو صغيراً في أوله ولكنه عظيم جداً في نهايتهفالاحتفال بالمولد:أوله بدعة وآخره كفروزندقة. والاختلاف فيه ليس كما يصورهالداعون إلى المولد أنهم ورَّاث الرسول صلى الله عليه وسلم وأحبابه يدافعون عن شرفالنبي صلى الله عليه وسلم ويخاصمون من يتركون فضله ومنزلته، بل الأمر على العكستماماً:إن المنكرين للمولد منكـرون للبدعة،محبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يريدون مخالفة أمره، والاستدراك عليه،متبعون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنة خلفائه الراشدين، والأئمة المهديينوأما أولئك فهم على سنة الزنادقة الإسماعيلية سائرون وببدعتهم وكفرهم معتقدون، فأيالفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ؟ . هذاوالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة في العالمين إلىيوم الدين. المولد النبوي تاريخه، حكمه، آثاره، أقوال العلماء فيه على اختلاف البلدان والمذاهب | |
|
elhocine المدير العام
عدد الرسائل : 1049 العمر : 115 الدولــــــــــة : 0 دعــــــــاء : رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)
الإنسان بالتفكير والله بالتدبير نقاط : 1 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/04/2007
| موضوع: رد: نصرة خير البرية وإمام الأمة وسيرته العطرة الجمعة يونيو 01, 2007 2:31 pm | |
| المولد النبوي تاريخه، حكمه، آثاره، أقوال العلماء فيه على اختلاف البلدان والمذاهب • مقدمة:
- (نداء إلى كل مسلم يريد الوصول إلى الحق وأن يعبد الله على بصيرة).
أخي المسلم، أختي المسلمة: لاشك أننا جميعا نُكِنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم وحبيبنا العظيم وقدوتنا وإمامنا - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه ومن عمل بسنته واهتدى بهديه إلي يوم الدين، وإن هذه المحبة تعتبر من أصول الدين ومن لا يحب النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه كافر وممن نتقرب إلى الله ببغضه وهي من صفات المنافقين الذي قال الله فيهم أنهم في: (الدرك الأسفل من النار) وإنني أضع بين يديك هذا البحث المتواضع لتقرأه بعين البصيرة تقرأه بغية الوصول للحق وتقرأه بعيدا عن التعصب لعلماء بلدك أو مذهبك أو ما تعوّدت عليه فإن كان ما فيه حقاً قبلته وعملت فيه طاعة لله ورسوله الذي أمرنا باتباع الحق وما كان فيه من باطل أو خطأ فأعيذك بالله أن تتبعه لأننا لسنا متعبدون إلا بالحق الذي دل عليه الدليل الشرعي. وفقنا الله وإياك لسلوك الطريق المستقيم الذي ارتضاه لنا نبينا الكريم والله الموفق وعليه المعتمد والاتكال وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،،،.
• تاريخه: إن الناظر في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لم نجد أحدا لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذه العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به. قال الحافظ السخاوي في فتاويه: "عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد". أهـ(1) إذن السؤال المهم: " متى حدث هذا الأمر أعني المولد النبوي- وهل الذي أحدثه علماء أو حكام وملوك وخلفاء أهل السنة ومن يوثق بهم أم غيرهم؟ " والجواب على هذا السؤال عند المؤرخ السني (الإمام المقريزي) - رحمه الله -: • يقول في كتابه الخطط (1/ ص 490وما بعدها): " ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم" • قال: " وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي مواسم(رأس السنة)، ومواسم (أول العام)، (ويوم عاشوراء)، (ومولد النبي - صلى الله عليه وسلم -)، (ومولد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -)، (ومولد الحسن والحسين - عليهما السلام -)، (ومولد فاطمة الزهراء - عليها السلام -)، (ومولد الخليفة الحاضر)، (وليلة أول رجب)، (ليلة نصفه)، (وموسم ليلة رمضان)، (وغرة رمضان)، (وسماط رمضان)، (وليلة الختم)، (وموسم عيد الفطر)، (وموسم عيد النحر)، (وعيد الغدير)، (وكسوة الشتاء)، (وكسوة الصيف)، (وموسم فتح الخليج)، (ويوم النوروز)، (ويوم الغطاس)، (ويوم الميلاد)، (وخميس العدس)، (وأيام الركوبات)"أ. هـ. • وقال المقريزي في إتعاظ الحنفاء(2/48)سنة (394): "وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود القناديل بالليل في سائر الشوارع والأزقة بمصر". • وقال في موضع آخر (3/99)سنة (517): "وجرى الرسم في عمل المولد الكريم النبوي في ربيع الأول على العادة". وانظر (3/105). • ووصف المقريزي هيئة هذه الاحتفالات التي تقام للمولد النبوي خاصة وما يحدث فيها من الولائم ونحوها (أنظر الخطط1/432-433، صبج الأعشى للقلقشندي3/498-499). • ومن النقل السابق تدبر معي كيف حُشِر المولد النبوي مع البدع العظيمة مثل: -بدعة الرفض والغلو في آل البيت المتمثل في إقامة مولد علي وفاطمة والحسن والحسين - رضي الله عنهم -. وسيأتي مزيد بسط لبيان أن الدولة العبيدية التي تدعي أنها فاطمية: بأنها دولة باطنية رافضية محاربة لله ولرسوله ولسنته ولحملة السنة المطهرة. - بدعة الاحتفال بعيد النيروز وعيد الغطاس وميلاد المسيح وهي أعياد نصرانية. يقول ابن التركماني في كتابه" اللمع في الحوادث والبدع" (1/293-316) عن هذه الأعياد النصرانية: "فصل ومن البدعة أيضا والخزي والبعاد ما يفعله المسلمون في نيروز النصارى و مواسمهم و الأعياد من توسع النفقة " قال: " وهذه نفقة غير مخلوفة وسيعود شرها على المنفق في العاجل والآجل " وقال: " ومن قلة التوفيق والسعادة ما يفعله المسلم الخبيث في يعرف بالميلادة (أي ميلاد المسيح) ".، ونقل عن علماء الحنفية أن من فعل ما تقدم ذكره ولم يتب منه فهو كافر مثلهم. وذكر عدد من الأعياد التي يشارك فيها جهلة المسلين النصارى وبين تحريمها بالكتاب والسنة ومن خلال قواعد الشرع الكلية. • ذكر من أبطلها من خلفاء الدولة العبيدية الفاطمية: قال المقريزي في خططه (1/432): "وكان الأفضل بن أمير الجيوش قد أبطل أمر الموالد الأربعة: النبوي، والعلوي، والفاطمي، والإمام الحاضر وما يهتم به وقدم العهد به حتى نسي ذكرها فأخذ الأستاذون يجددون ذكرها للخليفة الآمر بأحكام الله ويرددون الحديث معه فيها ويحسنون له معارضة الوزير بسببها وإعادتها وإقامة الجواري والرسوم فيها فأجاب إلى ذلك وعمل ما ذكر.. "أ. هـ فعلى هذا أول من أحدث ما يسمى بالمولد النبوي هم بنو عبيد الذين اشتهروا بالفاطميين (2). • ماذا قال أهل العلم عن الدولة الفاطمية العبيدية التي أحدثت هذا الأمر (المولد النبوي)؟: قال الإمام أي شامة المؤرخ المحدث صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ص 200-202عن الفاطميين العبيديين: " أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم (بنو عبيد)؛ وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا. وعبيد هذا كان اسمه (سعيدا) فلما دخل المغرب تسمى ب(عبيد الله) وزعم أنه علوي فاطمي وادعى نسبا ليس بصحيح - لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية بل ذكر جماعة من العلماء بالنسب خلافه - ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى ب(المهدي) وبنى المهدية بالمغرب ونسبت إليه وكان زنديقا خبيثا عدوا للإسلام متظاهرا بالتشيع متسترا به حريصا على إزالة الملة الإسلامية قتل من الفقهاء والمحدثين جماعة كثيرة وكان قصده إعدامهم من الوجود لتبقى العالم كالبهائم فيتمكن من إفساد عقائدهم وضلالتهم والله متم نوره ولو كره الكافرون. ونشأت ذريته على ذلك منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسروه، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين (299) إلى سنة سبع وستين وخمسمائة (567)،. وفي أيامهم كثرة الرافضة واستحكم أمرهم ووضعت المكوس على الناس واقتدى بهم غيرهم وأفسدت عقائد طوائف من أهل الجبال الساكنين بثغور الشام كالنصيرية والدرزية والحشيشية نوع منهم وتمكن رعاتهم منهم لضعف عقولهم وجهلهم ما لم يتمكنوا من غيرهم وأخذت الفرنج أكثر البلاد بالشام والجزيرة إلى أن من الله على المسلمين بظهور البيت الأتابكي وتقدمه مثل (صلاح الدين) فاستردوا البلاد وأزالوا هذه الدولة عن أرقاب العباد. وكانوا أربعة عشر مستخلفا... يدّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي حتى اشتهر لهم ذلك بين العوام فصاروا يقولون الدولة الفاطمية والدولة العلوية وإنما هي (الدولة المجوسية أو اليهودية الباطنية الملحدة). -ومن قباحتهم أنهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك (أي أنهم علويون فاطميون) على المنابر ويكتبونه على جدران المساجد وغيرها وخطب عبدهم جوهر الذي أخذ لهم الديار المصرية وبنى لهم القاهرة (المعزية) بنفسه خطبة قال فيها: (اللهم صلي على عبدك ووليك ثمرة النبوة وسليل العترة الهادية المهدية معد أبي تميم الإمام المعز لدين الله أمير المؤمنين كما صليت على آبائه الطاهرين وسلفه المنتخبين الأئمة الراشدين) كذب عدوّ الله اللعين فلا خير فيه ولا في سلفه أجمعين ولا في ذريته الباقين والعترة النبوية الطاهرة منهم بمعزل رحمة الله عليهم وعلى أمثالهم من الصدر الأول. والملقب بالمهدي لعنه الله كان يتخذ الجهال ويسلطهم على أهل الفضل وكان يرسل إلى الفقهاء والعلماء فيذبحون في فرشهم وأرسل إلى الروم وسلطهم على المسلمين وأكثر من الجور واستصفاء الأموال وقتل الرجال وكان له دعاة يضلون الناس على قدر طبقاتهم فيقولون لبعضهم (هو المهدي ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحجة الله على خلقه) ويقولون لآخرين (هو رسول الله وحجة الله) ويقولون لأخرى (هو الله الخالق الرازق) لا اله إلا الله وحده لا شريك له تبارك - سبحانه وتعالى- عما يقول الظالمون علوا كبيرا ولما هلك قام ابنه المسمى بالقائم مقامه وزاد شره على شر أبيه أضعافا مضاعفة وجاهر بشتم الأنبياء فكان ينادى في أسواق المهدية وغيرها (العنوا عائشة وبعلها العنوا الغار وما حوى) اللهم صلي على نبيك وأصحابه وأزواجه الطاهرين وألعن هؤلاء الكفرة الفجرة الملحدين وارحم من ازالهم وكان سبب قلعهم ومن جرى على يديه تفريق جمعهم وأصلهم سعيرا ولقهم ثبورا وأسكنهم النار جمعا واجعلهم ممن قلت فيهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ولو وفق ملوك الإسلام لصرفوا أعنة الخيل إلى مصر لغزو الباطنية الملاعين فإنهم من شر أعداء دين الإسلام وقد خرجت من حدّ المنافقين إلى حد المجاهرين لما ظهر في ممالك الإسلام من كفرها وفسادها وتعين على الكافه فرض جهادها وضرر هؤلاء أشدّ على الإسلام وأهله من ضرر الكفار إذا لم يقم بجهادها أحد إلى هذه الغاية مع العلم بعظيم ضررها وفسادها في الأرض ". أ. هـ بتصرف يسير. -وانظر رحمك الله إلى ما قرره هذا العالم المؤرخ وهو قريب عهد منهم حيث عاش ما بين سنة (599-665)للهجرة النبوية، وكيف تألم لما حل بالمسلمين من كرب وضيق من جرّاء حكم هؤلاء الباطنيين وعلى هذا فالمولد النبوي أصله ومنشئه من الباطنيين ذي الأصول المجوسية اليهودية المحيين شعائر الصليبية، ونحن هنا نقول لكل منصف هل يصح أن نجعل أمثال هؤلاء مصدر عباداتنا وشعائرنا ونحن نقول مرة أخرى إن القرون المفضلة التي عاش فيها سلفنا الصالح لم يكن فيها أثر لمثل هذه العبادة منهم أو من أعدائهم أو حتى من جهلتهم وعامتهم أفلا يسعنا ما وسعهم.
| |
|
elhocine المدير العام
عدد الرسائل : 1049 العمر : 115 الدولــــــــــة : 0 دعــــــــاء : رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)
الإنسان بالتفكير والله بالتدبير نقاط : 1 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/04/2007
| موضوع: رد: نصرة خير البرية وإمام الأمة وسيرته العطرة الجمعة يونيو 01, 2007 2:32 pm | |
| • بيان حكم المولد النبوي وبيان فساد قول من قال بمشروعيته من أوجه عديدة: اعلم رحمني الله وإياك أن ما يسمى بالمولد النبوي ليس مشروعا ولم يدل عليه دليل من كتاب ولا سنة لا إجماع ولا قياس صحيح ولا حتى دليل عقلي ولا فطري وما كان بهذه الصيغة فهو بدعة مذمومة. قال الحافظ ابن رجب (3): " والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ". ويقول أيضاً (4): " فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة". والبدعة كذلك " ما لم يشرعه الله من الدين فكل من دان الله بشيء لم يشرعه الله فذاك بدعة وإن كان متاولاً". (5)
ويظهر فساد القول بجوازه ومشرعية من خلال الأوجه التالية:
- الوجه الأول: أن هذا الفعل لم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم – ولا أمر به ولا فعله صحابته ولا أحد من التابعين ولا تابعيهم ولا فعله أحد من أهل الإسلام خلال القرون المفضلة الأولى وإنما ظهر- كما تقدم- على أيدي أناس هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان وهم الباطنيون. إذا تقرر هذا فالذي يفعل هذا الأمر داخل ضمن الوعيد الذي توعد الله - عز وجل - صاحبه وفاعله بقوله (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) والذي يفعل ما يسمى بالمولد لاشك انه متبع لغير سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم.
- الوجه الثاني: أن الذي يمارس هذا الفعل واقع فيما حذر منه النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وجاء في رواية أخرى (وكل ضلالة في النار). فقوله (كل بدعة ضلالة) عموم لا مخصص له يدخل فيه كل أمر مخترع محدث لا أصل له في دين الله والعلماء مجمعون على انه أمر محدث فصار الأمر إلى ما قلنا أنه بدعة ضلالة تودي بصاحبها إلى النار أعاذنا الله وإياك منها.
- الوجه الثالث: أن فاعل هذه البدعة غير مأجور على فعله بل مردود على صاحبه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) ولا يكفي حسن النية بل لابد من متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
- الوجه الرابع: قال الله - تعالى - (اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). والذي يقول إن المولد عبادة نتعبد لله - تعالى - بها فهو مكذب بهذه الآية وهو كفر بالله - عز وجل - فان قال انه مصدق بها لزمه ان يقول ان المولد ليس بعبادة ويكون اقرب الى العبث واللعب منه الى ما يقرب الى الله - عز وجل -. وقلنا له أيضاً كأنك مستدرك على الله وعلى رسوله بأنهم لم يدلونا على هذه العبادة العظيمة التي تقرب إلى الله والرسول. فان قال أنا لا أقول أنها عبادة ولا استدرك على الله ورسوله ومومن بهذه الآية لزمه الرجوع إلى القول الحق وأنها بدعة محدثة هدانا الله وكل مسلم لما يحبه ربنا ويرضى.
- الوجه الخامس: أن الممارس لهذا الأمر- اعني بدعة المولد- كأنه يتهم للرسول - صلى الله عليه وسلم - بالخيانة وعدم الأمانة -و العياذ بالله- لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله قال الإمام مالك - رحمه الله - (6)-: " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة لأن الله يقول (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا".
- الوجه السادس (7): أن فاعل المولد معاند للشرع ومشاق له لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقا خاصة على وجوه وكيفيات خاصة وقصر الخلق عليها بالأوامر والنواهي وأخبر أن الخير فيها والشر في مجاوزتها وتركها لأن الله اعلم بما يصلح عباده وما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب إلا ليعبدوه وفق ما يريد - سبحانه - والذي يبتدع هذه البدعة راد لهذا كله زاعم أن هناك طرقا أخرى للعبادة وان ما حصره الشارع أو قصره على أمور معينة ليس بلازم له فكأنه يقول بلسان حاله إن الشارع يعلم وهو أيضا يعلم بل ربما يفهم أن يعلم أمرا لم يعلمه الشارع سبحانك هذا بهتان عظيم وجرم خطير وإثم مبين وضلال كبير.
- الوجه السابع: أن في إقامة هذه البدعة تحريف لأصل من أصول الشريعة وهي محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - واتباعه ظاهرا وباطنا واختزالها في هذا المفهوم البدعي الضيق الذي لا يتفق مع مقاصد الشرع المطهر إلى دروشة ورقص وطرب وهز للرؤوس لان الذي يمارسون هذه البدعة يقولون إن هذا من الدلائل الظاهرة على محبته ومن لم يفعلها فهو مبغض للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا لاشك تحريف لمعنى محبة الله ومحبة رسول لان محبة الله والرسول تكون باتباع سنته ظاهرا وباطنا كما قال - جل وعلا -(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فالذي يجعل المحبة بإقامة هذه الموالد محرف لشريعة الله التي تقول إن المحبة الصحيحة تكون باتباعه - صلى الله عليه وسلم -، بل محو لحقيقة المحبة التي تقرب من الله وجعلها في مثل هذه الطقوس التي تشابه ما عند النصارى في أعيادهم وبهذا يعلم أنه (ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنة).
- الوجه الثامن: أن هذا المولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وقد نهينا عن التشبه بهم كما قال - صلى الله عليه وسلم - (ومن تشبه بقوم فهو منهم). (8)
- الوجه التاسع: أن فيه قدحا في من سبقنا من الصحابة ومن أتى بعدهم بأننا أكثر محبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - منهم، وأنهم لم يوفوه حقه من المحبة والاحترام لان فاعلي المولد يقولون عن الذين لا يشاركونهم أنهم لا يحبون النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذه التهمة منصرفة إلى أصحابه الأطهار الذين فدوه بأرواحهم وبآبآءهم وأمهاتهم - رضي الله عنهم - وأرضاهم.
- الوجه العاشر: إن فاعل هذا المولد واقع فيما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته صراحة فقد قال - صلى الله عليه وسلم - (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم) فقد نهى عن تجاوز الحد في إطرائه ومدحه وذكر أن هذا مما وقع فيه النصارى وكان سبب انحرافهم. وما يفعل الآن من الموالد من أبرز مظاهر الإطراء وإذا لم يكن في الموالد- (التي تنفق فيها الأموال الطائلة وتنشد فيها المدائح النبوية التي تشتمل على أعظم أنواع الغلو فيه - صلى الله عليه وسلم - من إعطائه خصائص الربوبية كما سوف يمر معنا)- إطراء ففي ماذا يكون الإطراء؟
- الوجه الحادي عشر: وبدعة المولد النبوي مجاوزة في الحد المشروع، ومجاوزة في حد ما امرنا به من محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومجاوزة للحد المشروع في إقامة الأعياد فليس في شرعنا للمسلمين إلا عيدان فقط ومن أتى بثالث فهو متجاوز للحد المشروع.
- الوجه الثاني عشر: أن فعل المولد غلو مذموم في شخص النبي - صلى الله عليه وسلم - و من أعظم الذرائع المؤدية للشرك الأكبر وهو الكفر المخرج من الملة لأن الغلو في الصالحين كان سبب وقوع الأمم السابقة في الشرك وعبادة غير الله - عز وجل -. وقد جاءت الشريعة بسد الذرائع الموصلة للشرك. وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من ذلك فقال - صلى الله عليه وسلم -: (إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) (9) وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال وإن كان سبب وروده في لقط الجمار ونهيه عن لقط الكبار من الجمار لأنه نوع من الغلو في العبادة ومجاوزة للحد المشروع. ومعلو أن سبب الشرك الذي وقع في بني آدم هو مجاوزة الحد والغلو في تعظيم الصالحين فقد جاء في البخاري برقم (4920) عن ابن عباس" في قول الله - تعالى - (وقالوا لا تذرن ألهتكم ولا تذرن ودّا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسراً) قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ". وقارن بما حصل عند قوم نوح مع أنهم لم يصرفوا شيئا من العبادة في أول الأمر حتى وقعوا في الشرك والسبب هذه التماثيل وهي مظهر من مظاهر الغلو وانظر ما حصل ويحصل في الموالد فهو ليس من ذرائع الشرك فحسب؛ بل يحصل الشرك بعينه من دعاء لغير الله - عز وجل - وإعطائه - صلى الله عليه وسلم - بعض خصائص الرب - جل وعلا - كالتصرف في الكون وعلم الغيب ففي هذه الموالد يترنمون بالمدائح النبوية وعلى رأسها بردة البوصيري الذي يقول:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
ويقول أحمد بن محمد ابن الحاج السلمي:
نور الهدى قد بدا في العرب والعجم *** سعد السعود علا في الحل والحرم
بمولد المصطفى أصل الوجود ومن *** لولاه لم تخرج الأكوان من عدم
فماذا بقي لرب العباد إن هذا ليس شركا في الألوهية بل هو شرك في الربوبية وهو أعظم من شرك كفار قريش والعياذ بالله لأن كفار قريش كانوا يعتقدون أن المتصرف في الكون هو الله - عز و جل - لا أصنامهم وهؤلاء يزعمون أن المتصرف في الكون الذي بيده الدنيا والآخرة هو النبي - صلى الله عليه وسلم -. وانظر إلى قوله (يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به) فهو يعتبر رسول الله هو الملاذ وهو الذي يستغاث به ويدعوه عند الملمات وهذا هو عين شرك كفار قريش الذي يعبدون الأوثان بل هم أحسن حالا منه فهم عند الشدائد يخلصون الدعاء والعبادة والبوصيري عند الشدائد والملمات يدعوا غير الله. والموالد لا يمكن أن تقوم بغير أبيات البردة والله المستعان فهي الشعيرة والركيزة الأساسية في هذه الموالد البدعية. ولو لم يكن فيها إلا هذه المفسدة لكفى بها مبرراً لتحريمها والتحذير منها. وإن زعم شخص انه سوف يخليه مما تقدم قلنا له المولد بحد ذاته هو مظهر من مظاهر الغلو المذموم فضلا عما يحتويه من طوام عظيمة وبدعة في الدين محدثة لم يشرعها ولم يأذن بها الله.
الوجه الثالث عشر: أن الفرح بهذا اليوم والنفقه فيه وإظهار الفرح والسرور فيه قدح في محبة العبد لنبيه الكريم إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - فكيف يفرح فيه والله المستعان. وأما يوم مولده فمختلف فيه، فكيف تكون عبادة عظيمة تقرب إلى الله واليوم الذي يحتفل فيه غير مجزوم به. يقول الحافظ في فتح الباري (شرح حديث برقم 3641): ". وَقَدْ أَبْدَى بَعْضهمْ لِلْبُدَاءَةِ بِالْهِجْرَةِ مُنَاسَبَة فَقَالَ: كَانَتْ الْقَضَايَا الَّتِي اُتُّفِقَتْ لَهُ وَيُمْكِن أَنْ يُؤَرَّخ بِهَا أَرْبَعَة: مَوْلِده وَمَبْعَثه وَهِجْرَته وَوَفَاته، فَرَجَحَ عِنْدهمْ جَعْلهَا مِنْ الْهِجْرَة لِأَنَّ الْمَوْلِد وَالْمَبْعَث لَا يَخْلُو وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ النِّزَاع فِي تَعْيِين السَّنَة، وَأَمَّا وَقْت الْوَفَاة فَأَعْرَضُوا عَنْهُ لِمَا تُوُقِّعَ بِذِكْرِهِ مِنْ الْأَسَف عَلَيْهِ، فَانْحَصَرَ فِي الْهِجْرَة "أ. هـ ويقول ابن الحاج في المدخل (2/15): " ثم العجب العحيب كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده - عليه الصلاة والسلام - كما تقدم في هذا الشهر الكريم وهو - عليه الصلاة والسلام - فيه انتقل إلى كرامة ربه - عز وجل - وفجعة الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير وأنفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به...... ". أهـ
- الوجه الرابع عشر: اشتمال هذه الموالد على كثير من كبائر وعظائم الأمور والتي يرتع فيها أصحاب الشهوات ويجدون فيها بغيتهم مثل: الطرب والغناء واختلاط الرجال بالنساء ويصل الأمر في بعض البلدان التي يكثر فيها الجهل أن يشرب فيها الخمر وكذلك إظهار ألوان من الشعوذة والسحر ومن يحضر هذه الأماكن بغير نية القربة فهو آثم مأزور غير مأجور فكيف إذا انضم إليه فعل هذه المنكرات على أنها قربة إلى الله - عز وجل - فأي تحريف لشعائر الدين أعظم من هذا التحريف. (10)
- الوجه الخامس عشر: اشتماله على أنواع عظيمة من البذخ والتبذير وإضاعة الأموال وإنفاقها على غير أهلها.
- الوجه السادس عشر: أن في هذه الموالد والتي كثرت وانتشرت حتى وصلت في بعض الأشهر أن يحتفلوا بثمان وعشرين مولدا أن فيها من استنفاد الطاقات والجهود والأموال وإشغال الأوقات وصرف للناس عن ما يكاد لهم من قبل أعدائهم فتصبح كل أيامهم رقص وطرب وموالد فمتى يتفرغون لتعلم دينهم ومعرفة ما يخطط لهم من قبل أعدائهم ولهذا لما جاء المستعمرون للبلاد الإسلامية حاولوا القضاء على كل معالم الإسلام وصرف الناس عن دينهم ومحاولة إشاعة الرذيلة بينهم وما كان من تصرفات المسلمين فيه مصلحة لهم وفت في عضد المسلمين وإضعاف لشانهم فإنهم باركوه وشجعوه مثل الملاهي والمحرمات ونحوها ومن ذلك البدع المحدثة التي تصرف الناس عن معالم الإسلام الحقيقية مثل بدعة المولد وغيرها من الموالد، بل مثل هذه البدع من أسباب تخلف المسلمين وعدم تقدمهم على غيرهم. يقول السيد رشيد رضا في المنار (2/74-76): " فالموالد أسواق الفسوق فيها خيام للعواهر وخانات للخمور ومراقص يجتمع فيها الرجال لمشاهدة الراقصات المتهتكات الكاسيات العاريات ومواضع أخرى لضروب من الفحش في القول والفعل يقصد بها إضحاك الناس.... (إلى أن قال): فلينظر الناظرون إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوف واعتقاد أهله بغير فهم ولا مراعاة شرع اتخذوا الشيوخ أنداداً وصار يقصد بزيارة القبور والأضرحة قضاء الحوائج وشفاء المرضى وسعة الرزق بعد أن كانت للعبرة وتذكرة القدوة وصارت الحكايات الملفقة ناسخة فعلا لما ورد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على الخير ونتيجة لذلك كله؛ أن المسلمين رغبوا عما شرع الله إلى ما توهموا أنه يرضي غيره ممن اتخذوهم أنداداً وصاروا كالإباحيين في الغالب فلا عجب إذا عم فيهم الجهل واستحوذ عليهم الضعف وحرموا ما وعد الله المؤمنين من النصر لأنهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به المؤمنين ولم يكن في القرن الأول شيء من هذه التقاليد والأعمال التي نحن عليها بل ولا في الثاني ولا يشهد لهذه البدع كتاب ولا سنة وإنما سرت إلينا بالتقليد أو العدوى من الأمم الأخرى، إذ رأى قومنا عندهم أمثال هذه الاحتفالات فظنوا أنهم إذا عملوا مثلها يكون لدينهم عظمة وشأن في نفوس تلك الأمم فهذا النوع من اتخاذ الأنداد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين وسقوطهم فيما سقطوا فيه ". أ. هـ
نابليون المستعمر الفرنسي يحي المولد ويدعمه: واسمع إلى ما يحدثنا به المؤرخ المصري الجبرتي في كتابيه عجائب الآثار(2/249، 201) ومظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس ص47 تحدث وذكر أن المستعمرين الفرنسيين عندما احتلوا مصر بقيادة نابليون بونابرت انكمش الصوفية وأصحاب الموالد فقام نابليون وأمرهم بإحيائها ودعمها قال في مظهر التقديس: " وفيها (أي سنة 1213هـ في ربيع الأول): سأل صاري العسكر عن المولد النبوي ولماذا لم يعملوه كعادتهم فاعتذر الشيخ البكري بتوقف الأحوال وتعطل الأمور وعدم المصروف فلم يقبل وقال (لابد من ذلك) وأعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرانسة يستعين بها فعلقوا حبالا وقناديل واجتمع الفرنسيس يوم المولد ولعبوا ودقوا طبولهم واحرقوا حراقة في الليل وسواريخ تصعد في الهواء ونفوطاً". ولعل سائلا يسأل ما هدفهم من تأييد ودعم مثل هذه البدع وهذه الموالد؟ ندع الجواب للمؤرخ الجبرتي المعاصر لهم حيث يقول في تاريخ عجائب الآثار(2/306): " ورخص الفرنساوية ذلك للناس لما رأوا فيه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات والتلاهي وفعل المحرمات ".
• أقوال أهل العلم في المولد: لقد أفتى علماء العالم الإسلامي على اختلاف أماكنهم وأزمانهم ومذاهبهم الفقهية بحرمة عمل المولد وأنه من البدع المحدثة التي لاأصل لها وإليك بعضهم: • شيخ الإسلام ابن تيمية وهو من علماء الشام ومن المجتهدين. (انظر اقتضاء الصراط المستقيم (2 /619)، ومجموع الفتاوى(1/312). • العلامة الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني له رسالة بعنوان (المورد في الكلام على عمل المولد). وهو عالم مالكي المذهب ت بالإسكندرية سنة 734هـ. • الأستاذ أبو عبد الله محمد الحفار له فتاوى ذكرها الونشريسي في المعيار المعرب. وهو من علماء المغرب. • العلامة ابن الحاج أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي ت بالقاهرة (732هـ)له كلام نفيس في المدخل بداية الجزء الثاني • الشيخ العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية. • الشيخ على محفوظ في كتابه الإبداع في مضار الابتداع. • الإمام الشاطبي وله كلام نفيس في فتوى له في كتاب طبع باسم فتاوى الإمام الشاطبي وهو عالم مالكي أندلسي. • الشيخ رشيد رضا في أكثر من موضع من مصنفاته كما في المنار (9/96)، (2/74-76) (17/111) (29/ 664-668). وفتاواه (الجزء الخامس في الصفحة 2112-2115) و(الجزء الرابع في الصفحة 1242-1243). • الشيخ أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي وهو من علماء الهند (أنظر رسالة الشيخ حمود التويجري ص235 ط. العاصمة ضمن المجموع في الرسائل الخاصة ببدعة المولد). • الشيخ بشير الدين القنوجي وهو من علماء الهند وهو شيخ أبي الطيب (المصدر السابق). • الشيخ فوزان السابق كما في كتابه البيان والإشهار ص 299. • الشيخ محمد بن عبد السلام خضر الشقيري في كتابه السنن والمبتدعات. • شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -. • العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ كما في الدرر السنية. • العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم له رسالة في إنكار عمل المولد وانظر مجموع فتاواه (3/48-95)فقد اشتملت على عدد من الفتاوى المتنوعة حول المولد. • العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في رسالته هداية الناسك إلى أهم المناسك. • العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز له رسالة في حكم الاحتفال بالمولد النبوي. • العلامة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري في رسالة بعنوان (الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي). • الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري له رسالة وهي من أجود ما رأيت بعنوان القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل. • العلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين. • الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين. • الشيخ صالح بن فوزان الفوزان. • هناك فتاوى متناثرة في مجلة التوحيد التي تصدر في مصر عن جماعة أنصار السنة المحمدية. في الختام أسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
| |
|