علماء الدين يريدون المشاركة في مكافحة الارهاب في المغربالدار البيضاء (المغرب) (ا ف ب) - اكد علماء الدين في المغرب انهم يريدون المساهمة في مكافحة الارهاب بعد التفجيرات التي نفذها انتحاريون في المملكة في آذار/مارس ونيسان/ابريل الماضيين.شرطة ومحققون في موقع تفجير في الدار البيضاء في 10 نيسان/ابريل 2007 (© ارشيف اف ب )وكان علماء الدين عقدوا السبت للمرة الاولى ندوة كبيرة حول مكافحة الارهاب نظمها المجلس العلمي الاعلى بهدف البرهنة على ان "المبررات التي يتخذها الارهابيون ذريعة لازهاق الارواح البريئة لا اساس لها في الشريعة الاسلامية".
ودان الكاتب العام للمجلس العلمي الاعلى محمد يسف في تصريحات لوكالة فرانس برس "الارهابيين وحججهم الدينية المزعومة" لكنه دعا الى حوار ديني هادىء مع الشبان المغاربة.
وقال ان "العلماء يجب ان يبرهنوا على قدرتهم على الاصغاء وعلى انفتاح حيال الشباب" موضحا ان "علماء شبابا مؤهلين بشكل جيد هم افضل الذين يمكنهم القيام بمهمة الحوار مع الشباب".
وقالت حنان الرابون احدى المرشدات لوكالة فرانس برس "يجب ان نقول للشباب ان عليهم الا يتأثروا بالذرائع الدينية التي تصدر عن اي كان بل عن ائمة المساجد المؤهلين".
من جهتها اكدت ثريا اليحيى العضو في المجلس الجهوي لعلماء مكناس ان المغرب لم يشهد الخلافات الدينية التي حدثت في المشرق العربي موضحة لوكالة فرانس انه "لا وجود لشيعة او خوارج في المغرب".
واضافت ان "الحل يكمن في القضاء على الفقر لان الارهاب لدينا بسيط اذ ان الحاجة المادية هي التي تدفع الشبان الى الارهاب". ورأت ان "الارهاب سيكون اخطر لو انبثق عن النخبة".
لكن حسن العلمي من المجلس العلمي في القنيطرة يخالفها الرأي مشيرا الى ان "الفقر في دول اخرى لم يؤد الى الارهاب".
وقال انه "يجب دفع الشباب الى الاعتدال في الدين". وتابع ان "الفروق بين الاغنياء والفقراء ليس سمة المغرب وحده".
اما مصطفى بن جمزة من المجلس العلمي في وجدة فرأى ان "اعتبار الارهاب ناجما عن الفقر يجعل من المستحيل تقديم اي تفسير لاعتداءات مدريد (2004) ولندن (2005)".
من جهته عبر محمد يسف عن اسفه "للربط بين الارهاب والاسلام من قبل بعض وسائل الاعلام" مؤكدا ان "الاسلام هو اكبر عدو للارهاب".
وخلال الندوة التي عقدت في الدار البيضاء حول "حكم الشرع في دعاوى الارهاب" برعاية عاهل المغرب الملك محمد السادس رأى العلماء ان تفسير ظاهرة الارهاب بالاوضاع المعيشية الاجتماعية تفسير قاصر لان الارهاب يحاول اصباغ الشرعية الدينية على مشروعه من منطلق التكفير".
ورأوا ان "اهل السنة وكل مجتهديهم لم يكفروا احدا بسبب نقص عمله او بسبب اخطائه لان مسألة الايمان مسألة قلبية ولان العمل شرط كمال في الايمان وليس شرط صحته".
وقالوا ان "اطلاق اصحاب الفكر التكفيري لفظ الجاهلية على العصر الراهن فتح على المسلمين بابا من ابواب الفتنة والشر استغله ذوو الامزجة المنحرفة والنوايا الخبيثة ليشككوا الناس في دينهم وشريعتهم ويتخذوه ذريعة لتكفيرهم واعلان الحرب عليهم".
واكدوا ان "دعوى الارهابيين المتعلقة بمعاداة الديموقراطية باطلة لانها تحرم المسلمين من الاسلوب الذي ابتكرته الانسانية لتطوير الشورى" معتبرين ان رفع "دعوى الحاكمية والخروج على الاجماع فتح باب الفتنة والعنف على مصراعيه".
ودان العلماء "هؤلاء التكفيريين" محذرين من "باطل دعواهم وسوء قصدهم". وقد رأوا ان "كثيرا من المحرضين على الارهاب في الوقت الراهن هم خوارج جدد اعلنوا الحرب على المسلمين واحيوا الفتنة وارهبوا المجتمع يقتلون ويدمرون دون وازع من خلق او دين".
واكد يسف خلال الندوة العلمية ان تنظيمها في الدار البيضاء هدفه "الاعراب لاهلها عن وقوف العلماء صفا واحدا الى جانب هذه المدينة المجاهدة".
وفجر ستة انتحاريين انفسهم في الدار البيضاء في الحادي عشر من اذار/مارس وفي 10 و14 نيسان/ابريل 2007 بينما قتلت الشرطة سابعا قبل ان يفجر حزامه الناسف.