elhocine المدير العام
عدد الرسائل : 1049 العمر : 115 الدولــــــــــة : 0 دعــــــــاء : رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)
الإنسان بالتفكير والله بالتدبير نقاط : 1 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/04/2007
| موضوع: إرسال الأرض بالجبال ـ إعجاز علمي الثلاثاء مايو 29, 2007 2:39 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
{لما خلق الله الأرض جعلت تميد, فخلق الجبال فقال بها عليها فاستقرت... } يروى عن أنس بن مالك عن النبي (ص) أنه قال:
" لما خلق الله الأرض جعلت تميد, فخلق الجبال فقال بها عليها فاستقرت...".
(جامع الترمذي : باب في حكمة خلق الجبال في الأرض لتقر بعد ميدها)
رواه الترمذي في سننه في كتاب تفسير القرآن, حديث رقم 3369:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا فَاسْتَقَرَّتْ فَعَجِبَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ شِدَّةِ الْجِبَالِ قالوا يا رب هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْجِبَالِ قَالَ نَعَمِ الْحَدِيدُ قَالُوا يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْحَدِيدِ؟ قَالَ : نَعَمِ النَّارُ فَقَالُوا: يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ: نَعَمِ الْمَاءُ قَالُوا يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْمَاءِ قَالَ نَعَمِ الرِّيحُ قَالُوا يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الرِّيحِ قَالَ نَعَمِ ابْنُ آدَمَ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ بِيَمِينِهِ يُخْفِيهَا مِنْ شِمَالِهِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ *
- ورواه أحمد في مسنده حديث رقم 11805 :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَأَلْقَاهَا عَلَيْهَا فَاسْتَقَرَّتْ فَتَعَجَّبَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ خَلْقِ الْجِبَالِ فَقَالَتْ يَا رَبِّ هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْجِبَالِ قَالَ نَعَمِ الْحَدِيدُ قَالَتْ يَا رَبِّ هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْحَدِيدِ قَالَ نَعَمِ النَّارُ قَالَتْ يَا رَبِّ هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ النَّارِ قَالَ نَعَمِ الْمَاءُ قَالَتْ يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْمَاءِ قَالَ نَعَمِ الرِّيحُ قَالَتْ يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الرِّيحِ قَالَ : نَعَمِ ابْنُ آدَمَ يَتَصَدَّقُ بِيَمِينِهِ يُخْفِيهَا مِنْ شِمَالِهِ.
وجاء الحديث في مسند أحمد ابن حنبل بالنص التالي :
"عندما خلق الله الأرض جعلت تميد, فأرساها بالجبال".
وهذا الحديث الشريف يتفق روحًا ومعنى مع قول الحق تبارك وتعالى :
{وَالْجِبَالَ أرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلأنْعَامِكُمْ } (النازعات: 32, 33).
وقد تكرر هذا المعنى في تسع مواضع أخرى من كتاب الله العزيز (الرعد: 3, الحجر : 19 , النحل : 15, الأنبياء: 31 , النمل : 61 , لقمان : 10 , فصلت : 10 , ق : 7 , المرسلات : 27 ) . مما يدل على أهميته في تهيئة الأرض للعمران:
ولفظة الأرض ترد في القرآن الكريم, وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدلولات ثلاث حسب مفهوم السياق, فهي ترد أحيانًا للدلالة على الكوكب الأرضي ككل, وأحيانًا ترد بمدلول كتل اليابسة التي نحيا عليها (الغلاف الصخري للأرض, وأحيانًا أخرى يقصد بها التربة التي تغطي صخور اليابسة) .
وقد اختلف العلماء في فهم دور الجبال في إرساء الأرض اختلافًا كبيرًا, وذلك لأن مجموع كتل الجبال على سطح الأرض – على الرغم من ضخامتها – لا تساوي شيئًا بالنسبة لكتلة الأرض ككل , والمقدرة بحوالي ستة آلاف مليون مليون مليون طن.
كذلك فإن طول الجبال – على تعاظمها – لا يساوي شيئًا بالنسبة إلى طول نصف قطر الأرض, وذلك لأن الفرق بين أعلى قمة جبلية على سطح الأرض (وهي قمة إفرست في سلسلة جبال الهيمالايا) والتي يبلغ ارتفاعها 8848 مترًا فوق مستوى سطح البحر, وبين أعمق بقعة في أغوار المحيطات (وهي غور ماريانا بالقرب من جزر الفلبين, والتي تبلغ في العمق 10867 مترًا تحت مستوى سطح البحر).
لا يكاد يصل إلى عشرين كيلو مترًا (19.715 كليو مترًا) بينما يبلغ نصف القطر الاستوائي للأرض 6378.160 كيلو مترًا , وهنا تتضح ضآلة تضاريس الأرض بالنسبة إلى نصف قطرها, ونسبتها لا تكاد تتعدى 0.3 %
وهنا يبرز التساؤل المنطقي : كيف يمكن للجبال أن تثبت الأرض وكتلتها وأبعادها بهذه الضآلة إذا ما قورنت بكتلة وأبعاد الأرض ؟. والجواب لم يكن ممكنًا قبل أواسط الستينات من القرن العشرين حين اتضح لنا أن الغلاف الصخري للأرض ممزق لشبكة هائلة من الصدوع التي تمتد لعشرات الآلاف من الكيلو مترات وهي محيطة بالأرض إحاطة كاملة بعمق يتراوح بين 65 كم, 150 كم, فتؤدي إلى تمزيق هذا الغلاف إلى عدد من الألواح الصخرية المعزولة عن بعضها البعض بمستويات تلك الصدوع وتطفو ألواح الغلاف الصخري للأرض فوق طبقة لدنة, شبه منصهرة عالية الكثافة واللزوجة تعرف باسم نطاق الضعف الأرضي .
وفي هذا النطاق تنشط التيارات الحرارية على هيئة دوامات عاتية من تيارات الحمل التي تدفع بألواح الغلاف الصخري للأرض متباعدة عن بعضها البعض, أو مصطدمة ببعضها البعض بسرعات لا تسمح بغمرانها على الإطلاق .
وهذه الحركات لألواح الغلاف الصخري للأرض لا يهدئ من عنفها إلا تكون السلاسل الجبلية على مراحل متتالية حتى تصل إلى مرحلتها النهائية باستهلاك قاع المحيط الفاصل بين قارتين متباعدتين استهلاكًا كاملاً وذلك بدفع إحدى القارتين له تحت القارة الأخرى حتى تصطدم القارتان ضاغطة الصخور المتجمعة بينهما على هيئة سلاسل جبلية عظيمة تمتد بأوتادها لتثبت صخور إحدى القارتين بصخور الأخرى كما يثبت الوتد أركان الخيمة بالأرض, وكما قد حدث بتحرك الهند في اتجاه القارة الأسيوية, حتى اصطدمتا ونتج عن ذلك تكون جبال الهيمالايا كأحدث سلسلة جبلية على سطح الأرض, وأعلاها ارتفاعًا . هذا بالنسبة لتثبيت كتل القارات على سطح الأرض, أما بالنسبة للأرض ككوكب, فمن المعروف أنه نتيجة لدوران أرضنا حول محورها فقد تحول شكلها من كرة تامة الاستدارة إلى شبه كرة منبعجة قليلاً عند خط الاستواء, ومفلطحة قليلاً عند القطبين, وهذا النتوء الاستوائي للأرض جعل محور دورانها يغير اتجاهه في حركة بطيئة وهذه تعرف باسم "الحركة البدارية" وتعبر عن حركة محور دوران الأرض في الفضاء, وهذا المحور يترنح ويتمايل في حركات مختلفة مع حركة كل من القمر والشمس, والمتغيرات المستمرة في مقدار واتجاه قوتي كل منهما البدارية, ووضع الأرض بالنسبة لكل منهما, ويقلل من عنف هذه الحركات وجود الجبال ذات الجذور الغائرة في الغلاف الصخري للأرض (والتي تمتد في عمق الأرض بعشرة إلى خمسة عشر ضعف ارتفاعها فوق سطح الأرض) فتقلل من شدة ترنح محور دوران الأرض, وتجعلها أكثر استقرارًا وانتظامًا في دورانها حول محوهار, وأقل ارتجاجًا وترنحًا تمامًا كما تفعل قطع الرصاص حول أطر عجلات السيارات لتقلل من ارتجاجها أثناء دورانها تحت السيارة . وهنا تتضح صورة من صور الإعجاز العلمي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : "عندما خلق الله الأرض جعلت تميد, فأرساها بالجبال" , والحديث الشريف يتفق نصًا ومعنى مع عشرة آيات قرآنية كريمة سبقت الإشارة إليها, فسبحان الذي أنزل القرآن من قبل أربعة عشر قرنًا بهذه الحقيقة العلمية المبهرة , وألهمها خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم فصاغها هذه الصياغة المعجزة (وقد أوتي جوامع الكلم) ولم يتوصل الإنسان إلى شيء من هذا الفهم لوظيفة الجبال إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين, ولا يمكن لعاقل أن يتصور أن هذه الحقيقة العلمية والعديد غيرها من الحقائق التي جاءت على لسان هذا النبي الأمي (عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم) والذي بعث في أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين كان لها مصدر غير الله الخالق ... !! فلم يكن لأحد من الخلق أي إدراك لتلك الحقيقة قبل العقود الخمسة الماضية, وورودها في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بهذه الصياغة الدقيقة المحكمة مما يشهد لهذا النبي الخاتم والرسول الخاتم بالنبوة والرسالة, ويشهد للوحي الذي تلقاه بأنه كلام الله الخالق, وأنه , كان كما وصفه ربه سبحانه وتعالى:
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} (النجم: 3, 4) | |
|