elhocine المدير العام
عدد الرسائل : 1049 العمر : 115 الدولــــــــــة : 0 دعــــــــاء : رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)
الإنسان بالتفكير والله بالتدبير نقاط : 1 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/04/2007
| موضوع: وإذي الموءودة سئلت ، بأي ذنبُ قُتلت *** الثلاثاء مايو 29, 2007 2:21 am | |
| وإذي الموءودة سئلت ، بأي ذنبُ قُتلت *** أتفق المتحاورين ، وأحتفل المحتفلين ، واستقبلت السماء رصاص المبتهجين ، وعمت الشوارع الفرحة والابتهاج ، وخرجت المسيرات الحاشدة تتعانق بها الرايتان ، وألتحم المتخاصمان جنباً إلي جنب . أمطرت مكة خيراً ، وأنبتت الأرض فرحاً وأهازيج تراقص على أنغامها المساكين . من شاهد لقاءات الحوار الفلسطيني – الفلسطيني التي احتضنته مكة لم يخال له لحظة واحدة أن هؤلاء هم من عبثوا بالروح الفلسطينية خلال عام كامل ، وحولوا الوطن لساحة مواجهة سقط على أثرها الإبن ، والأخ ، والصديق ، والحبيب ، عام كامل من حرب شيطانيه دمرت ما دمرت ، وقتلت ما قتلت ، وأفرزت مصطلحات انقلابيين ، ودمويين ، وخائنين ...الخ من معجم اللغة العربي ، حيث تلاشي كل ذلك بساعات وأصبح التسامح والحب ،والود هو السائد والابتسامات هي لغة الاستقبال والمداعبة ، والأدوار تتقاسم بمسميات الشراكة الوطنية والسياسية . لا يوجد من لم تعلو البسمة وجهة ويشعر بالسعادة وهو يشاهد الصور الجميله لهؤلاء القادة ، وهم خلال ساعات يتفقوا وتتلاشي جميع نقاط الخلاف التي حولت الوطن لحلبة صراع مسلح ، لم تتمكن الأطراف الوطنية والعربية من لجمها وحصارها ، فماذا حدث بمكة ؟ إن الساعات القليلة التي جمعت المتحاورين في مكة لم يحدث بها ما تخيله البعض منا من حوارات عميقة وتفاهمات جذرية ، وهذا ما دللت عليه تصريحات الوفدين قبل وصولهما لمكة ، وإنما شهدت مكة مراسم احتفالية وكرنفال لتوقيع الاتفاق إعلاميا وماديا ، حيث كان شلال الدم الذي نزف من خاصرتنا في أخر جولات الموت هو أخر فصول الاتفاق الذي حمله كل طرف مهرولا به جواً إلي مكة ، حيث أدركوا أن مبدأ القوة ولعبة عض الأصابع عرضتهم للخسارة ، وكشفت زيف شعاراتهم ، ومن هنا التقي الطرفان وتم التوقيع وانهاء حالة الاحتقان الدموي ، لتعم الاحتفالات شوارع غزة والضفة ، ولا أدري بم يحتفل المحتفلون ؟ هل يحتفلوا بنصر التحرير ، أم بنصره الأقصى الذي أهدرت قدسيته جرافات العدو الصهيونية وهي تهدم أجزاء منه ، بم تحتفلون ؟ هل نجحوا في أن يجعلونا نحتفل بالتفاهات والصغائر التي يحققوا بها مصالحهم وأمانيهم ، أم أن ثقافة الرقص والاحتفال هي ملاذ وثقافة ترعرعت بعقولنا ، فمتي يحتفل الفلسطيني ؟ لا يحتفل بعار تلاشي وغسل بتوقيع ، إنه عار اغتسلنا منه . نبارك ما انتهي عليه اتفاق مكة أو مهرجان مكة ، من حقن للدم الفلسطيني الطاهر ، ولكن إذي الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ؟ فماذا سيجيبها المجتمعون في مكة ، من أدوا العمرة بأكناف بيت الله مجتمعين راضين مبتسمين ، وهم أكدوا أنهم يمتلكون مفاتيح حقن الدماء خلال ساعات ، وصمتوا عام كامل عن هذه الدماء النازفة . بارك الله لشعبنا بالوحدة والأخوة ، ولا بارك الله في قادة يبتسمون أمام بريق الدولار ، وعدسات الفضائيات ، ويتلاعبون بمصائرنا وبقضيتنا ووطننا. إن ما حدث في مكة عري الوجوه ، وأناط غمامات الظلام التي كست القلوب ، وحولت بيوتنا لبيوت عزاء ، وأحرقت ودمرت ما بناه شعبنا بدمه ونضاله . فهنيئا لنا بالوحدة ... وهنيئا لهم بما اقترفته أياديهم .
| |
|