اسلامنا اولا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامنا اولا

اسلامنا اولا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وفاء للنبي محمد ــ ص ــ.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
elhocine
المدير العام
المدير العام
elhocine


ذكر عدد الرسائل : 1049
العمر : 115
الدولــــــــــة : 0
دعــــــــاء : وفاء للنبي محمد ــ ص ــ. 15781610
رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)


الإنسان بالتفكير والله بالتدبير
نقاط : 1
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/04/2007

وفاء للنبي محمد ــ ص ــ. Empty
مُساهمةموضوع: وفاء للنبي محمد ــ ص ــ.   وفاء للنبي محمد ــ ص ــ. Emptyالإثنين مايو 28, 2007 8:30 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسَلين، وآله وصحبه، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد!
طُلب مني أن أُراجع مقالاً نُشر على الشبكة يتهجَّم فيه كاتبُه على نبينا محمد ــ ص ــ فبادرتُ إلى قراءة المقال وتفحُّص ما ورد فيه رغم اشمئزازي من اسم كاتبه، المعروف بتفاهته وحقده وافترائه، وكُرهي لأمثال تلك المواقع المشبوهة واللا إنسانية؛ وكان صبري وعملي لسببين، الأول وفاءً مني لنبيي "الرحمة"، فهو مَن أمرني بالصبر والجدّ في العمل الإنساني الخلاق مهما كانت الظروف، وبالمسامحة والتواد والتراحم..، ولأجل أن أستطلع ماذا يمكنني أن أفعل لأدفع الظلم والأذى عن شخصه الكريم وكيف يمكنني مساعدة مَن أَحب محمداً وعشقه على استعادة نقائه وهدوئه النفسي بعد أن أثارتْ به تلك المقالة ما أثارتْ؛ والسبب الثاني هو الوفاء لطالب المراجعة مني واحتراماً لشخصه(1)..
أما المقالة بحدِّ ذاتها فلا تستحق الإشارة إليها أو إلى اسمها، لسخفها وتفاهتها وركاكتها وضعفها وفقرها.. ومثيلاتها "القبيحة" أكثر من أن تحصى، فرأيتُ أن أُلبي نداء الواجب وأردّ بالإجمال على المادة المستعملة من أمثال أولئك "الحاقدين على الخير والإنسانية"، والله الموفِّق وهو الهادي..
أقول:
لقد استشرى الفساد في عصرنا الحالي على نحوٍ لم يسبق له مثيلٌ من قبل، وظهر الظلم وانتشر الظلام(2)، وغدا السالكُ على طريق الحق غريباً، والمنادي بالقيم والخير حقيراً.. فقبَّح اللهُ المسؤولين عن فساد أهل زماننا، وما العيب في الزمان وإنما في أهله!
ولقد انتشرتْ ظاهرةٌ "مرضية" خطيرة، وقبيحة، هي: تعالي أصوات "أرخص الناس" ضمائر ووجداناً، وأسفههم حلماً وعقلاً، وأقبحهم شكلاً وشاكلة.. ينادون بالخير ويعملون الشر، لا وازع لهم من فِعل الموبقات وافتعال الخصومات! يرون أقبح ما عملوا حسناً، فقاتلهم اللهُ من أشرار خبيثين، وحثالة رخيصين!
حقَّ بهم قولُ الحقِّ ــ تبارك وتعالى ــ:
{وإذا قيل لهم لا تُفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون(3) * وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناسُ قالوا أنؤمن كما آمن السفهاءُ ألا إنهم هم السفهاءُ ولكن لا يعلمون}(4)
مشكلتهم الكبرى أنهم يقيسون كلَّ شيء على هواهم أو فهمهم أو رؤيتهم للأمور، فإذا لم يفهموا شيئاً أو يستحسنوه كفروا به وحاربوه(5)، فقاتلهم الله من مغرورين مفتونين، جهلاء حاقدين..
ولقد تفنن أولئك الضالون المضلِّون في غواية الناس وإيهامهم بالباطل وتشكيكهم بالحق، ونفثِ السموم وزراعةِ الأحقاد وإثارة النعرات.. وغزوا كافةَ المجالات الفكرية والمنتديات الاجتماعية والثقافية.. وكان لا بد من التصدي لهم بكل حنكة وحكمة ومسؤولية.
وفعلاً كان، فقد قام نخبةٌ من الغيورين على الدين والقيم الإنسانية بكشف زيف ادعاءات المفترين، وتفنيد مزاعم المبطلين، ونجح أولئك الغيورون في إرجاع الكثير من المنساقين وراء المضلِّلين إلى كنفهم الإيماني الإنساني الأصيل، وما زالت المعركةُ في خضمِّها، والصراع في أوجه وأشده..
ويطيب لي أن أُشارك في معركة الشرف هذه، وأن أدلو بدلوي عسى أن أُسجَّل في صفحة المجاهدين وألحق بالسابقين وأفوز بثواب الدفاع عن الدين!

النبي محمد6)
كنتُ سأهمُّ بجمع ما طفقتْ به أقلامُ غير المسلمين بمدح محمد أو إنصافه بعض الإنصاف(7)، لكنني رأيتُ أن محمداً ــ ص ــ أكبر وأجل بكثير من أن يحتاج إلى شهادةِ أحدٍ من خصومه أو تابعيه؛ ولله در المتنبي حين طُلب منه أن يمدح "تلميذَ محمدٍ"، عليَّ بن أبي طالب، فأبى لأنه امتدح غيره كسيف الدولة وكافور.. ولأن ربيبَ محمدٍ علياً أكبرُ من أن يحتاج إلى مدحٍ. فقال:
وتركتُ مدحي للوصيّ تعمُّداً إذ كــان نـوراً مـسـتـطيلاً شـــاملاً
وإذا استطال الشيءُ قام بنفسه وصفاتُ ضوءِ الشمس تذهب باطلاً
* محمد ــ ص ــ قبل الإسلام:
أجمعتْ جميعُ مصادرِ التاريخ على أن محمداً ــ ص ــ كان مثالاً للأخلاق الكريمة والقيم الفاضلة والسجايا النبيلة والخصال الحميدة.. وأنه لُقِّب بـ: "الأمين"، و: "الصادق".. ولأجل هذا أؤتمن على المال والتجارة..(
ولرُبَّ شاكّ، أو معترض لنا، يقول: كان محمد يُظهر ذلك ويخفي خلافه، وإنما يستعمله لغاياتٍ دنيوية منفعية بحتة، فنقول:
هذا الكلام فيه تسخيف كبير لجميع أفراد المجتمع المكي آنذاك بمَن فيهم رؤوساء الشك وأمراء المكر والخديعة! فمَن يكون ذاك الرجل ليضحك على عقل أبي جهل وأبي لهب وأبي سفيان ومَن لف ذاك اللفيف من كبار "وجهاء مكة" أو "مشهوريها".. مَن يكون محمد لولا صدقه ونبله حتى تُجمِع عليه كلُّ الناس؟
لقد أجمعتْ كُتب التاريخِ على أن السيدة خديجة كانت تتمتع بأنبل الخصال وأحمدها، وأنها أُعجبت بأمانة محمد وصدقه ونبله وشهامته قبل وسامته، ولم تكن لتنغرَّ ــ وهي الامرأة العاقلة المتزنة ــ بشخص مدّعي، أو ممثِّل..
محمد ذاك المتَّهم بألسن أسوأ خلق اليوم وأرذلهم هو سليل الشرف والعز، أمه خير الأمهات، وأبوه خير الآباء، ومربيه ــ عمه أبو طالب ــ خير المربين وهو سيد من سادات بني هاشم بل وقريش!
حُمِلَ في أطهر الأرحام، ورُبِّي في خير البيوت وبإشراف سادة الأكارم والشرفاء..
نشأ خير نشأة، وتربى خير تربية، وكان خير خلق الله بجدارة واستحقاق وبتقدير من الله وعناية فائقة منه.. وهذا الكلام ليس مدحاً، ولا هو من صنيع المسلمين! فقريش تعرف مَن آباء محمد وأجداده، وتعرف مَن كان عمه ومربيه أبا طالب، وتعرف تماماً قدْر محمد الذي من أجله ترك أبو طالب كلّ شيء! نعم، ترك كلَّ شيء!
فأبو طالب لم يربي محمداً فقط ويكفله، وإنما ضحَّى بكل شيء من أجل حمايته، ولم يزعجه يوماً قط؛ وأبو طالب سيد سادات بني هاشم وقريش، شاء المتَّهِمون المشككون أم أبوا.
....
لو نظرنا إلى محمد الشاب الخلوق الطيب المحب للخير ونظرنا إلى حُسن نظرة أشراف الناس له.. لَعلمنا مَن كان محمداً في أعين الناس قبل الدعوة.(9)
لو نظرنا إلى اختيار محمد خديجة زوجةً له، أو قبوله الزواج منها، وهو الشاب النشيط المجدّ لَعلمنا نظرة محمد إلى المرأة والجنس، بل والإنسانية!(10)
يا لسخرية القدَر! فهناك مَن قال أن محمداً تزوج خديجة من أجل مالها أو طمعاً به، فماذا فعل بمال خديجة؟!
هل تنعَّم به لحظة واحدة؟ وما منعه أن يسترزق مثله وهو الأمين الزكي المجدّ..؟!
هل توجد رواية واحدة، ولو لمناوئيّ محمد، تقول بعكس ما طرحنا؟!(11)
هل استخدم محمدٌ المالَ لحظةً في حياته، وهو الذي كان تحت سيطرته الكثير، من أجل اللذة والمتعة، أم فدى قضيَّتَه ودينَه ورسالتَه الإنسانية من قبلُ بالغالي والرخيص؟!
مَن كان للإنسانية غير محمد؟
أقولها بثقة وقناعة وبرهاني بيميني:
مَن كان للإنسانية غير محمد؟!
يقولون علَّمه القس ورقة بن نوفل، وقابله بحيرا الراهب، ويقولون ويأفكون..! فأقول: مَن كان محمد حتى يلجأ إليه أولئك الناس، ولماذا لم يُلجأ إلى غيره من أهل أولئك الناس؟!(12)
يريدون أن يسرقوا النصر والمجد بافتراءات يكشفها الغافل أول صحوته لا الصاحي العاقل؟!
لقد صحَّ وثبت ــ قطعياً ــ بأن محمداً كان خيرَ ابنٍ للإنسانية جمعاء فقالوا بما قالوا ونسبوا إليه ما نسبوا حتى يجعلوا الشرف الباذخ الذي حققه بجده ومجده وإرادة ربه من صنع كبرائهم وساداتهم، ولمَّا عجزوا عن إثبات ظلام الشمس وصغر حجمها راحوا يبحثون عن كل ريبة وشبهة وردتْ هنا أو هناك للنيل من محمد ومجده، عائدين بذلك إلى أصلهم "الخنزيري" فالخنزير لا يستطيع العيش دون قذارة؛ ومثبتين من جديد شرف المرمي بالتهم إذ قدَّموا خدمةً من حيث لم يعلموا ونفعوا حين أرادوا أن يضروا!
محمدٌ منقذ مكة والعالم، ومصلحها ومصلحه، ومخلِّصها ومخلِّصه، من العبودية والطبقية والظلم والاستبداد والقهر والخوف...(13)
الخلاصة:
لقد آمن خيرةُ الناسِ بمحمدٍ لِما رأوا منه من صدقٍ ونبل وأخلاق وفضيلة وحقٍّ في الدعوة، لا لخوفٍ ولا لمكاسب، وما الظروف العامة في بدايات الإسلام إلا خيرُ دليلٍ حيٍّ وصادق على إيمان "المسلمين الأوائل" اليقيني القاطع بمحمدٍ ودينه. فلماذا تخلى أبو بكر الوجيه الميسور(14) وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص ومَن آمن بعدهم عن كلّ شيء وتحمَّلوا كل ذُلٍّ ومشقة وإيذاء وتجريح..؟!

* محمد ــ ص ــ بعد الإسلام:(15)
كان محمد وحيداً بلا سند في بداية تلقيه الوحي، فزْوجه خديجة وربيبه علي لم يكونا ليغنيا عنه شيئاً من خطورة قيامه بأعباء الرسالة، وما دور عمه أبي طالب آنذاك إلا مانعاً ــ ما استطاع ــ إغراق عتاهية الكفر والشرك من النيل الجسدي من محمد، أما الدعم والتأييد والمساندة، فلقد حُرم منه محمدٌ طويلاً!
ومع توعُّد أشد أهل الجاهلية حماقةً وصفاقة وكِبراً وصلفاً، كأبي جهل، محمداً بأخطر وأعظم وأفدح العواقب له إنْ هو استمرّ في دعوته، نجده يزداد إيماناً وثباتاً، وهو الضعيف الوحيد.. كل ذلك لصدقه وصدق نبوته! وما السورة الأولى نزولاً، وهي سورة العلق، إلا شاهداً حياً على صدق مدَّعانا.
قال تعالى:
{أرأيتَ الذي ينهى(16) * عبداً إذا صلى * .. * أرأيتَ إنْ كذّب وتولَّى * ألم يعلم بأن اللهَ يرى * كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية(17) * ناصية كاذبة خاطئة * فليدعُ ناديه(1 * سندع الزبانية(19) * كلا لا تطعه واسجد واقترب}(20)
فمَن هو محمد لولا نبوته ورعاية ربه له حتى ينهض بما نهض به..؟!(21)
أخلص محمدٌ لربه ورسالته فنجح كل النجاح بفضل ربه أولاً وأخيراً، وما تحوُّل عمر ابن الخطاب وأمثاله من "الغلاظ الشداد" إلى مؤمنين صادقين مضحِّين باسلين إلا علامة من علامات صدق الدعوة والداعي..
لقد نشر محمد خيرَ القيمِ، وقال بخير ما يُقال في العقائد والإيمانيات، ولولا ذلك ما تبعه واحد من أولئك الفطاحل الصناديد..!
وقد دفع ثمن نشره لخير الأديان أبهظ الأثمان، وليس لعاقل حجة على هذا البيان.
أما مآخذ الحاقدين المفترين على محمد فهي أليق بهم لمضيّهم في الغي إلى ما لا نهاية له!
فمَن من عقلاء الأرض يقبل أن يكون "الإنسان النبيل العظيم" محمد هو نفسه الشخص الواقع عليه تلك الأحاديث المفتريات؟!(22)
لقد كذب التاريخُ على محمد كما كذب على غيره من الرسل والأنبياء، ولا عاصم للباحث والمنقِّب والمحقق إلا القرآن الكريم، فهو الكتاب المحفوظ، أو الكتاب الأصل.
إن مشكلة "الحاقدين على محمد ودينه" الحقيقية مع التاريخ والسيرة فهل من عاقل ينكر ضوء الشمس لاختفائه زمناً يسيراً وراء غيمة من الغيوم؟
أيّ جاهل يقول بصحة كل ما ورد في التاريخ والسير؟ أيـُفتَّشُ عن السيئ أو المختَلف عليه أو المشتكل، وهو قليل جداً، ويُترك الأصل الخيّر النيّر المتفق عليه؟(23)
أيّ حقد هذا وأيّ غباء..؟!
أليس في أيدينا اليوم خير الأمثلة على تشويه الحقائق وتزوير التاريخ؟
ألم نسمع بمهرجاناتِ تكريمٍ وتخليدٍ لذكرى موتِ حفنةٍ من بائعي الضمائر من الكتَّاب والصحفيين؟
أليس شهداء المال والجاه والسلطة اليوم يحسبون على شهداء الحرية والفكر والديمقراطية؟!
لماذا لا يُنظر إلى التحقيق، لماذا يُصطاد في الماء العكر؟!
يستحضرني موقف وكلام "حبيب اليوم" الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في رده الجميل على حاقدٍ مدَّعٍ لئيم افترى على الإسلام ونبيه أشنع الافتراءات، فقال له لماذا لم تكلِّف نفسَك عناء النظر بأسفل الصفحة التي تستشهد بها لتخبر بأن هذا الحديث مكذوب، وبأن ذاك الخبر موضوع، وما بالكم لا تميزوا الغث من الثمين..(24)
يقول بعضُ المفترين: أورد ذلك الإمامُ ابن كثير!
فتارة نراهم كذبوا، وتارة نراهم صدقوا بأنه أورده ولكن نقضه، ولم يورده وحسب!
أهذه هي الأمانة العلمية؟!
ثم، ألم يقل الإمام ابن كثير وغيره من أئمة المسلمين بوجود "إسرائيليات" في الأحاديث المنسوبة والشروح الموضوعة؟!(25)
وأنا أقول: هناك من الإسلاميات، وأعني ما وُضع بهتاناً من قبل بعض المتأسلمين المأجورين، ما هو أسوأ من الإسرائيليات!(26)
محمد أعظمُ خلقِ الله بما أنجز، شاء مَن شاء وأبى مَن أبى.
لقد أنجز بتضحياته الجسام، وبتضحيات مَن معه، كلَّ خيرٍ وكلَّ سلامٍ، فلماذا النكران؟
كيف كانت المرأة وحقوقها قبل محمد والإسلام؟
كيف كان العبيد وحقوقهم قبل محمد والإسلام؟
كيف كان اليتامى والمساكين والضعفاء قبل محمد والإسلام؟ ...
نقول "حقوقاً" ولم يكن لأحد منهم حقوقاً!
يصف بعضُ المستشرقين دعوةَ محمدٍ بثورة الجياع، وآخرون بثورة المستضعفين.. وكلهم يعنون المجد والخلود، إلا حثالتنا وأسيادهم "الحاقدين على الإسلام والمسلمين".
هل يُعقل بأن ينكر الإنسانُ ملذاته من أجل لا شيء؟
هل يُعقل بأن يضحِّي محمد بنفسه، وهو الذي أُصيب بالمعارك أكثر من مرة، وبخيرة أقربائه كعمه الحمزة وابن عمه جعفر وبصفوة صحابته ــ وهم كُثر ــ من أجل شيء دنيوي؟!(27)
هل من المعقول أن يكون محمد مراهناً أو مقامراً إلى هذه الدرجة الساذجة التي يقول بها بعض تافهي اليوم بأنه جازف بكل شيء من أجل أمْرٍ دنيوي؟!
أيعقل أن يفكر أبسطُ عقلاءِ الأرض بأن يُكتب لمحمد "الوحيد" النجاح في مجتمع مكة وما أدراك ما مجتمع مكة في تلك الأوقات؟!
مَن كان مع محمد حين توعَّده عميدُ تافهي اليوم "أبو جهل"؟!
ما هذا الهراء؟!!
(لولا خشيتي من الإطالة لأطنبتُ بما أستطيع حصيه من مواقف مَن لا تُحصى مكارمه<28>!)
خلاصة:
إنجازُ المرءِ خيرُ دليلٍ على نجاحه، وما أنجز محمدٌ كفيلاً بسحق ودحض كَذِب وافتراءات المتجنِّين عليه.
سيبقى محمدٌ نوراً للإنسانية جمعاء، وسيبقى اسمُه خالداً على مرّ الزمان..
صلى الله على محمد صلاة دائمة تليق بمقامه المحمود.. ورضي الله عن صحابته..
وأختم هذا الرد البسيط والمراجعة المتواضعة لأهم نقاط الإشكال عند المتوهِّمين وأُسسِ ارتكاز الشك والعناد عند "الحاقدين"، وأستغفر اللهَ ربي وأتوب إليه.
والسلام على مَن اتبع السلام، ورحمة الله وبركاته.

الفقير لله تعالى
خادم محمد ومَن أحب محمداً
عتيق الحسين
منقول
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://attig.editboard.com
elhocine
المدير العام
المدير العام
elhocine


ذكر عدد الرسائل : 1049
العمر : 115
الدولــــــــــة : 0
دعــــــــاء : وفاء للنبي محمد ــ ص ــ. 15781610
رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)


الإنسان بالتفكير والله بالتدبير
نقاط : 1
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/04/2007

وفاء للنبي محمد ــ ص ــ. Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاء للنبي محمد ــ ص ــ.   وفاء للنبي محمد ــ ص ــ. Emptyالإثنين مايو 28, 2007 8:34 pm

الحواشي والمراجع:
(1) هو ابن عم لي، قريب وحبيب وغالي.. لم أشأ أن أذكر اسمه حيث لم أستئذنه بذلك ولم يفوِّضني من تلقاء نفسه.
(2) أعني بالفساد هنا والظلم: أكثر صور الإنسانية قبحاً وانحطاطاً، وهي المكر والخديعة والزيف في أرقى مناحي الحياة الإنسانية كالدين والقيم والأخلاق والقانون؛ وهنا الفساد الأكبر والظلم الأعظم..!
(3) قال عنهم في الآية السابقة تماماً: "في قلوبهم مرضٌ فزادهم اللهُ مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون". [سورة البقرة، 10]
(4) سورة البقرة، 11-13.
(5) قال الشاعر (وهو أستاذ جامعي، وفيلسوف صوفي كبير يُدعى "أسعد أحمد علي"):
قال حبيبٌ مصطفى أدَّبني ربي وقد أحسن هل نقترب
أم جــاهــلــيـات هــوى تـجـذبـنـا بئس هــوى إلى الـلـظـى يجـتـذب
أم حــســبـــوا الــشــعــر بــعــجّــاج رأوا عبقرَ والشيطانُ فيهم يثب
رواســـبُ الصـوتِ تولّـَت ذوقَهم أعــذب مـا قــالوا بـشعرٍ كذبوا
مرضى ويسري داؤهم في أهلهم صحح لهم ما ارتكبوا أنت أبُ
يُــفــتـــح قـــلـــبٌ لــســلام عـــادل يــبــرقُ مــــن عــالــمــه المحتجب
(6) مما يساعد على دراسة السيرة النبوية ــ التي هي عمل تطبيقي يراد منه تجسيد الحقيقة الإسلامية كاملة ــ الأمور التالية:
{* فَهْم شخصية الرسول ــ ص ــ النبوية من خلال حياته وظروفه التي عاش فيها، للتأكد من أن محمداً ــ عليه الصلاة والسلام ــ لم يكن مجرد عبقري سمتْ به عبقريتُه بين قومه، ولكنه قبل ذلك رسول أيــَّده اللهُ بوحي من عنده وتوفيق من لدنه.
* (فَهْم) أن من أهم ما يجعل سيرته ــ ص ــ وافيةً بتحقيق هذه الأهداف كلها (تجسيد الرسول لصورة المثل الأعلى والاستعانة بسنته على فهم كتاب الله..) أن حياته عليه الصلاة والسلام شاملة لكل النواحي الإنسانية والاجتماعية التي توجَد في الإنسان من حيث إنه فرد مستقل بذاته أو من حيث إنه عضو فعال في المجتمع..}
[فقه السيرة النبوية الشريفة مع تاريخ موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، أ.د. محمد سعيد رمضان البوطي، دار الفكر، طبعة جديدة 2001/ط10: 1991، ص21-22]
(7) أُحب أن أمرَّ مروراً سريعاً على بعض ما أفاضت به قريحة الكاتب المسيحي جورج جرداق في وصف نبي الإسلام محمد نظراً لِما يحمل ذاك الكلام من معنى وبُعد!
قال:
من لهيب الصحراء المحرقةِ وهْجٌ في عينيه!
ومن انبساط الرمال أمام وهْجِ الشمس صراحة في شفتيه!
ومن جنائن يثرب وخمائل الطائف، ومن واحات الحجاز السابحة في الفضاء كأنها الجزر المتناثرة في محيط من الرمل تحت ضوء القمر، نداوة في قلبه ورِفق في دمه!
ومن عصْف الرياح الهوج، ثورة في خياله!
ومن بيان الشعر ونور السماء، سحر في لسانه وقبس في روحه!
ومن صدق العزيمة ولغة الفكر، مضاء في حسامه ورسالة في يمينه!
ذاك هو محمد بن عبد الله، نبي العرب، ومحطِّم الوثنية التي أقصت الإنسان عن أخيه الإنسان: وثنية المال، ووثنية العادة، العنصر الخرقاء.
أدرك العربَ الزهوُ كما لم يدرك شعباً ولا أمة.
وأبدوا من الاحتقار للأعاجم ما يبديه الاعتداد والغطرسة والخلْق الأعجف العربيد. فنال الأعجميَّ من الامتهان ما أزرى بكرامته كإنسان. فشقَّ ذلك على صاحب الرسالة فأفاق المتغطرسون على صوت يقول: "ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى". والإنسان أخو الإنسان أحبّ أم كره.
ذلك الصوت، كان صوت محمد!
أما المعذَّبون في الأرض.
أما المشرَّدون الذي لفحتهم سمومُ الصحراءِ، ونبذهم المجتمع الأجير، وضيَّقت عليهم الحياةُ فباتوا من الوجود أحقر من ذرات الرمال، وصاروا من العيش على الصحائف السود، أما أولئك فهم أصدقاء صاحب الرسالة، كما كان الفقراء والمنبوذين أصدقاء المسيح عيسى بن مريم وأصدقاء غيره من عظماء الأرض. وهو من أجلهم جعل الحكم شورى وحرَّم الاستعباد واستغلال الإنسان للإنسان، وأمَّم بيتَ المالِ وجهودَ الناسِ، وألهب ظهورَ أعمامه القرشيين بالسياط الخيِّرة، وتطلَّع بجملة كيانه إلى وحدة الكون مجسَّداً في إله، وهم يُغرون به السفهاءَ والصبيةَ فيرجمونه بالحجارة ويسخرون منه!
أما أولئك المعذَّبون في الأرض والمشرَّدون والأرقَّاء، الذين كان منهم بلال مؤذِّن الرسول وأول مؤذِّن في الإسلام، فهم الذين تفتّحت قلوبُهم على صوت أعمق صدى من نشيد الصباح وأمدّ سلطاناً من جنح الليل، وأفعل في النفس من صوت القدَر:
"الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله".
ذلك الصوت، كان صوت محمد!
[الإمام علي صوت العدالة الإنسانية، جورج جرداق، مج1: علي وحقوق الإنسان، دار ومكتبة صعصعة ــ البحرين، ط1، ص29 وما بعد]
( للفائدة نستبق الدخول في المهمات بالقول:
إن المسلم لا ينبغي أن يحاول لحظة واحدة فَهْم حياة رسول الله ــ ص ــ على أنه عبقري عظيم، أو قائد خطير، أو داهية محنَّك. فمثل هذه المحاولة ليست إلا معاندة أو معابثة للحقائق الكبرى التي تزخر بها حياة محمد عليه الصلاة والسلام. فقد أثبتت هذه الحقائق الجلية الناصعة أن النبي ــ ص ــ كان متصفاً بكل صفات السمو والكمال الخلقي والعقلي والنفسي، ولكن كل ذلك كان ينبع من حقيقة واحدة كبرى في حياته ــ عليه الصلاة والسلام ــ، ألا وهي أنه نبي مرسَل من قبل الله ــ عزَّ وجلَّ ــ. وإن من العبث الغريب أن نضع الفروع في موضع الأصل ثم نتجاهل وجود الأصل مطلقاً! ولا ريب أن الرد على ذلك لا يكون إلا بلفت النظر إلى الأصل، بل إلى الأصل وحده.
[فقه السيرة النبوية الشريفة مع تاريخ موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، أ.د. محمد سعيد رمضان البوطي، ص13]
(9) هذا كلام متفق عليه تاريخياً، ولا يناقضه إلا كلُّ مأفون في عقله مأبون في ذاته، ناكر لجميع ما ثبت ومتبنٍ لجميع ما يُنكَر!
(10) للمتأمل رؤية جوهرية ومنطقية واضحة في زواج محمد من خديجة! لقد أحسن الاختيار أيما إحسان! فمحمد ليس شخصاً عادياً. إنه الشاب الرباني المتفكِّر بالخلق، الناذر نفسه للإنسان والإنسانية!
لم يكن محمد ليحلم أو يفكر بامرأة تشده نحو الدنيا، أو تطالبه بما تطالب به الفتيات اللاتي يسعين نحو زينة الدنيا وزخرفها! لقد أراد الحنان والتفهم والقيم قبل المتعة والشهوة. أراد الراحة الجوهرية والسعادة الحقيقية، ولم يرد اللذة الزائفة والزائلة! (فليتأمل غير المتأمل، وليُنزع التعصب ولتُستَبْعَد الأفكار والأحكام المسبقة)
(11) رواية من مصادر تاريخية قديمة، لا إفكاً من أحد مرتزقة إبليس.
(12) لقد فنَّد علماء المسلمين مثل تلك المزاعم والأباطيل. انظر على سبيل المثال لا الحصر كتاب: "هذه مشكلاتهم"، الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.
(13) سترد تفاصيل أكثر لاحقاً ــ بإذن الله ــ.
(14) بعد محمد وخديجة وعلي ــ طبعاً ــ. (علي هنا، وإنْ كان صبياً، فإن إيمانه شيء عظيم جداً! فالمعاناة أصعب على الصغير من الكبير.. ولكن ربيب بيت النبوة كان خير مَن تُعب عليه! وما إيثار "علي" العيش مع مربيه محمد وتركه أباه أبا طالب إلا حباً وإيماناً بابن عمه وكبيره.. رسول الله ــ ص ــ.)
(15) تُختصَر بكلمة واحدة: "النبوة"! وهنا إشكالية الإيمان بنبوته، أي بمعجزته!
قال الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي:
هل الدين شيء غير معجزة الوحي الإلهي إلى رسله وأنبيائه!
[فقه السيرة النبوية الشريفة، البوطي، ص12]
(16) تقدير الآية: أرأيتَ يا محمد الشخصَ الذي ينهى. (وهو: أبو جهل)
(17) السَّفع: الأخذ والقبض. والناصية: مقدم الرأس والوجه.
(1 النادي: المجلس. ومعناه: فليدعُ أهل مجلسه من عشيرته وقومه.
(19) الزبانية: واحدها "زِبْنِيَة"، من الزبن، وهو الدفع. ويُقصد بهم الملائكة الغلاظ الشداد، أو ملائكة العذاب.
(20) سورة العلق، 9-19.
(21) يحتاج الأمر إلى وقفة تأمل، ويجب التذكُّر بأن أبا طالب كان الشخص الوحيد "المخفِّف" عن محمد بعض همومه، والمانع عنه بعض الأذى الشديد من أشرس وأخطر رجال الأرض! بينما نجد عمه الآخَر أبا لهب أشد الناس أذية له وقسوة عليه..
(22) نميز هنا بين المكذوب على محمد والمفترى وبين المفهوم عنه خطأ! ولا مأمن حقيقةً، ولا سبيل إلى الحقيقة، سوى الرجوع إلى صورة محمد "الصادق الأمين" الأصلية الثابتة التي جسَّدها القرآن الكريم بقوله: "وإنك لَعلى خُلقٍ عظيم". [سورة القلم، 4] وفي سياق حديثنا عن القرآن تجدر الإشارة إلى ضرورة فهم مقام النبوة ومقاصد الخطاب الإلهي للنبي في القرآن الكريم!
قال أ.د. محمد سعيد رمضان البوطي:
إن القرآن يخاطب النبي في كثير من الأحيان ناصحاً، وربما معاتباً ومؤنِّباً! وربما ردّه عن بعض الآراء التي أبداها عن نظرٍ واجتهادٍ وخطَّأه فيها وحوَّله عنها إلى البديل الأصلح..
[هذه مشكلاتهم، البوطي، ص176]
والحقيقة أن مثل تلك الآيات والأحداث تبرهن عن رفعة محمد الإنسان المخلِص الأمين، فمَن يعاني يستحق المجد.. وما ردُّ محمدٍ عن بعضِ ما قام به أو توجيه اللوم له سوى صدق من صدق النبوة والرسالة..!
قال البوطي:
كيف يكون القرآن مع ذلك من كلام النبي وتأليفه؟ كيف تنشطر شخصية محمد ــ ص ــ إلى شطرين مختلفين في الشكل والموضوع، في الأسلوب والمضمون؟
[المرجع السابق] [لِيراجع الكتاب المذكور ويُقرأ ففيها من الكنوز ما ليس في غيره]
(23) رُويتْ بعضُ الأحاديث عن النبي تخص شخصه الكريم ولكنها لا تليق بأدنى أهل الأرض مقاماً فضلاً عن شخصه ــ ص ــ، ورُويتْ أحاديثٌ أخرى على لسانه تخص بعض التفصيلات الدينية أو الدنيوية مما لا يمكن تصديقها عن أي شخص عاقل طبيعي.. ولا يسع هذه العجالة الاتيان على كل تلك الأحاديث أو تقديم نموذجاً عنها، ولكن يكفي الإشارة إلى أن حاجة بعض الحكام والولاة وأولي الأمر، الجبابرة العصاة، إلى اختلاق الأحاديث كانت كبيرة وملحة للاستمرار في حكمهم الظالم وتسلُّطهم غير الشرعي على رقاب الناس، فمَن افتضح أمره منهم في مقاربة المرأة من مكان ما أو طريقة ما وهي حائض اضطر إلى البحث عن مخرج أمين يُبعد عن شبح ثورة الشعب واستغلال حسَّاده لفضائحه لخلعه أو تحييده.. وهكذا.
ولا أنكر، بل وقد أشرتُ من قبلُ، أن هناك بعض الأمور الصحيحة التي فُهمتْ بطريقة خاطئة كمسألة حق رسول الله الزواج ممن وهبتْ نفسها له!
قال الأستاذ الدكتور البوطي:
ومن المهم أن تعلم أن رسول الله لم يتزوَّج واحدة من اللواتي وهبن أنفسهن له، ولم يدخل بأيّ منهن. وكل ما في الأمر أن الله أباح له ذلك خاصة وجعله راجعاً إلى إرادته، ولكنه ــ ص ــ لم يتزوَّج أياً منهن.
[هذه مشكلاتهم، البوطي، ص100]
وهنا يطيب لي أن أُعرِّج على قضية زواج محمد، وتعدد الزوجات، فأقول:
هناك ناحية مهمة جداً جداً في فهم الكثير من جوانب التشريع الإسلامي وهي الوضع الاجتماعي السائد آنذاك! فقد كانت الضرورة الملحة هي إيجاد تشريع يضمن جميع الحقوق أولاً ثم إيجاد آلية مناسبة تكفل تحوّل المجتمع من وضع إلى وضع آخَر "أفضل".. وهذا كان جوهر الأحكام المتعلقة بكل تلك القضايا المشار إليها!
فقد خلق اللهُ الإنسانَ خليفةً له على أرضه، ولولا وجود رسالة له لَما كان للخلافة من معنى، فعلى الإنسان إذاً النهوض برسالته "الخير والحق والسلام والعدل"، مستنيراً بنور الله، متمسِّكاً بهديه.. وفي تفاوت الخلق ووجود الظلم مع الحق تكبر رسالة الإنسان وتسمو!
لم يكن من معنى، بل لم يكن من سبيل إلى تطبيق أيّ نص تشريعي حازم وجازم في قضايا تفوق طاقة البشر المألوفة، فكيف لمجتمع مثل مجتمع مكة، أو حتى بقية المجتمعات، أن يتخلَّص من مخلفات آلاف السنين بلحظة واحدة أو دفعة واحدة!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://attig.editboard.com
elhocine
المدير العام
المدير العام
elhocine


ذكر عدد الرسائل : 1049
العمر : 115
الدولــــــــــة : 0
دعــــــــاء : وفاء للنبي محمد ــ ص ــ. 15781610
رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)


الإنسان بالتفكير والله بالتدبير
نقاط : 1
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/04/2007

وفاء للنبي محمد ــ ص ــ. Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاء للنبي محمد ــ ص ــ.   وفاء للنبي محمد ــ ص ــ. Emptyالإثنين مايو 28, 2007 8:37 pm

فما تربى عليه الناس وما ألفوه، وما انغرس في نفوسهم وخالط وجدانهم، وما أصبح جزءاً من تراثهم وتقاليدهم وأعرافهم، لا يمكن أن يُلغى بلحظة واحدة! فضلاً عن استنان بعض القوانين "الشرعية" التي تصب أخيراً في مصلحة الإنسان ذاته، بل وتغني منظومته القيمية والاجتماعية أيّ إغناء!
وقبل أن أدخل ببعض التفاصيل أُحب أن أُنوِّه إلى ضرورة التحقق أولاً من صحة المادة المراد معرفة العلة منها أو دراستها، فلربما كان القصة ملفقة، أو مروية بطريقة غير صحيحة، ولربما كان الحديث موضوعاً..
ونأخذ مثالاً أولاً هنا وهو: تعدد الزوجات، وزواج محمد من أكثر من امرأة!
لا شك أن خالق الإنسان أعلم به من نفسه، وأن الله شرع لنا ما فيه خيرنا ومصلحتنا..! وإذا وثقنا بهذه الحقيقة، وسلَّمنا إلى ضرورة التروّي في البحث والتنقيب والاستنباط والفهم لَرأينا أنَّ من قوانين الأمس ما يجب أن يُلغى، ومنها ما يجب أن يُعدَّل عليه، ومنها ما يصلح لأن يبقى مرحلياً ومنها ما يصلح لأن يبقى دائماً!
ونعطي مثالاً هنا هو "شريعة حمورابي" السابقة للتوراة والقرآن! فقد جاء في التوراة كما في القرآن بعض بنودها كتشريع صحيح يخدم بني آدم، كالعين بالعين والسن بالسن.. والعلّةُ بوجودِ قانونٍ صحيحٍ منذ القدم هو فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليه، فمَن حافظ عليها نقية شفافة سار على الحق وقَبِلَ به.. ومَن غيَّر وبدَّل حادَ وانحرف.
ومن هذه الأعراف والتقاليد "القديمة" قضيتي الرق وتعدد الزوجات مع اختلاف القضيتين اختلافاً جذرياً!
فقضية تعدد الزوجات ترتكز على ركائز آنية أو مرحلية تخص الحقبة الماضية، وتحمل في مضامينها حاجات وضرورات قد تحتاجها البشرية بحالات معينة!
ومَن نظر إلى تركيبة المرأة والرجل، بتأنٍّ وعلمية ومنطقية، بعيداً عن التعصُّب والهوى والأحكام المسبقة، فإنه سيجد أن معظم ناكري تعدد الزوجات اليوم يقومون بأفعال أو ممارسات نفسية وفكرية.. تشابه "المنكَر" في مضمونه وجوهره أو تتعداه فيُدخل في الباطل والحرام!
فيختلق الرجالُ والنساءُ على حدّ سواء الحاجة إلى مثيرات متجددة، ويستحلُّون ما حرَّم الله، ويلجُون المحظورَ بكلِّ جرأةٍ وسفاهةٍ.. كلُّ ذلك شريطةَ أن لا يخالف المفعولُ هواهم الشخصيَّ وإنْ كان تصرُّفاً مَرَضياً ويَدخل في الحرام!
وللأسف نجد تنازعاً بين مسلمي اليوم حول قضية تعدد الزوجات، حلاليّتها وشروطها، فنرى فريقاً يحلل تعدد الزوجات لأجل الحاجة الجنسية وحسب شريطة القدرة المالية والاستعداد النفسي والاجتماعي ومحاولة إقامة العدل "النسبي"، فلا عدل بالمطلق إلا للخالق، ونرى فريقاً آخَر يخفف من مستوى الشروط وتعدادها.. وفريقاً آخَر يذهب بالاتجاه المعاكس بحيث يحظِّر الزواج بعد الأولى إلا لضرورة قصوى كحرمان الرجل من الذرية بسبب امرأته التي رضيت أن تبقى معه بعد رغبته بالزواج عليها..
والحقيقة أن معظم أولئك المسلمين يظنون بأنهم يفتون بحسب ما يرونه صحيحاً، والحق بأنهم يفتون بحسب ما تربُّوا عليه ونشأوا!
فهناك مجتمعات تنظر إلى تعدد الزوجات نظرة ازدرائية بحتة! وهناك مَن يراه إحدى صور البشرية الطبيعية، إذ كثير من الرجال تُقيم علاقاتٍ غير شرعية مع نساء محصنات وغير محصنات، فالأسلم أن تُنظم هذه الأمور وتُحفظ الحقوق.. وهناك نظرات ونظرات بين تلك النظرتين!
والمشكلة تتجلى بطريقة الفهم أو التعاطي مع النصوص الموجودة ومدى تدخُّل النفس والهوى في الرؤية والاستنتاج والقرار!
فإباحة الأمر أتت أولاً من خلال انتشاره الواسع في المجتمعات القديمة ولا سبيل للتخلُّص من شيء متأصِّل بهذا النوع والكيف بنهيٍ فوريٍّ وقطعي! ثم إن مسألة حاجات النواميس البشرية إلى تشريعات عامة تناسب كافة الظروف يفرض بالضرورة ترك هذا الأمر مباحاً ليومٍ قد يجد فيه الرجل (والأصل التربية والإعداد) نفسَه مضطراً لظرفٍ ما إما الزواج من إمرأة أخرى وإما التعرُّض إلى أخطار محدقة!
ولو أُسس المجتمعُ على أساسِ التربية المثالية، وأُنشئ مناخٌ نموذجي للأسرة المسلمة، لَقُضي على جميع ما يُخشى منه ويُحذر بشكل تلقائي، ولَبقيت معظمُ تلك التشريعات مجرد حالات استثنائية خاصة يُلجأ إليه في ظروف استثنائية خاصة!
ولننظر إلى معارضة الغرب للإسلام، بل وسخريته الطويلة منه، لإباحته الطلاق بحالات معينة وبشروط معقدة ومع الكراهة الشديدة، وها هم اليوم يبيحونه ويلجؤون إليه!
إن سعة التشريع وقواميته، أو شموليته وعدالته، دلالة غنى لا فقر، وخير لا شر؛ ولا مشكلة إلا مع العصبية والقياس.. أجارنا الله من الزيغ والهوى.
بقي أن نقول في هذا المضمار أن محمداً لم يتزوج لغاية شهوانية أبداً أبداً، فيكفينا أن ننظر في زيجاته حتى نرى مثالَ الإنسانيةِ والوفاء!
لقد تزوج مربيةً لأولاده بعد وفاة خديجة وهي زوجه زمعة، وصاهر أبي بكر لقُرب أبي بكر وحُبِّ أبي بكر نيل ذاك الشرف، وكم يُتمنى مثل هذا في يومنا الحالي فيرغب الكثير من الناس تزويج القادة والعظام من بناتهم طمعاً في الشرف، وما طمع أبي بكر إلا في شرف الدين والآخرة! وعندما صاهر محمدٌ بعضَ القبائل وناسب بعض الفئات فإنه لم يفعل ذلك إلا إنسانيةً ونبلاً وأخلاقاً من شخصه الكريم وتوطئةً وتمهيداً لصحابته المتدرِّجين في التشريع والماضين في خير سبيل.. (ولو عزف محمد عن الزواج الثاني لَكره سائرُ الخلقِ اللجوءَ إليه لو في حالات الاضطرار!)
(أين محمد مما يتوهَّمه أولئك الأوغاد الحاقدون؟!!)
(محمدٌ بشرٌ، لكنه كمال البشر..!)
أما قضية الرق فأساسها كأساس تعدد الزوجات، بمعنى انتشارها الكبير في تلك المجتمعات، لكن حاجة الخلق لها في المستقبل تختلف عن تعدد الزوجات ومن هنا كان التعامل معها مختلفاً!
فلذلك نرى أن الإسلام قد أسس لمجتمع تطوريٍّ نبيل فأمَرَ بالمعروف ونهى عن المنكر، ولم يميّز بالدرجة الإيمانية بين حر وعبد، وقال اللهُ: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم". وحث على تحرير الرقاب بعد أن ضمن للعبيد كل الحقوق التي تكفل لهم الحياة المقبولة حتى يأتي أمْرُ الله ويتحرروا من ذاك القيد. وما أجمل فهمنا للتشريع الإسلامي "الجوهري والرائع" في جعل أجلّ الكفارات وأعظمها تحرير رقبة..!
وأرغب في هذا السياق أيضاً أن أمرَّ مروراً سريعاً على الغاية من غزواته ــ ص ــ!
أقول:
لقد مرَّت الدعوة المحمدية بمراحل متعددة، فقد بدأت سراً ثم علناً؛ ولم تُغزَ غزوةٌ واحدة لأجل غاية دنيوية صرفة، ولم يُسفك دمُ شخصٍ واحد من أجل التشفّي أو الانتقام أو للترهيب أو لإدخال الناس في الإسلام بالإكراه بل العكس تماماً!
فقد بدأ محمد بدعوته السمحة عن طريق الفكر والعقل والنشر.. ثم أقام المجتمع الإسلامي الأول في المدينة بعد هجرته إليها. أما مسألة غزواته فلكلٍّ منها سببه، فمنها ما كان لإعادة الحق إلى أهله كاستعادة المسلمين لحقوقهم المسلوبة في مكة.. ومنها ما كان درءاً للخطر المتربّص أو ما يقال عنه اليوم "حرب استباقية"، لكن حرب حق لا حرب باطل! ومنها ما كان صدّاً لمطامع وحملات.. وهكذا.
(يمكن مراجعة كل حالة على حدا!)
(24) بتصرُّف عن كتابه الرائع: هذه مشكلاتهم. (ليُقرأ ذاك الكتاب فإنه تحفة حقيقية)
أقتبس قوله الجميل بحرفيته. قال:
عجبي الذي لا ينتهي من أن أرى إنساناً دؤوباً على البحث، صابراً على التنقيب عن الأخبار في مظانها، دون أي التفاتة إلى ذلك الفن المرتبط أيما ارتباط بالرواية والأخبار، وهو فن مصطلح الحديث والجرح والتعديل! فهو يلاحق الأخبار والأحداث التاريخية في دأب صبورٍ لا ينقطع، ولكنه لا يلتفت إلى توثيقها بأيّ جهدٍ يُذكر. هو هناك صبور نشيط يتعشَّق البحث والتنقيب، وهو هنا كسول خامل لا يعنيه أي دراية أو كشف!! مع أن أصحاب الهوايات العلمية والثقافية يستهويهم فن النقد والتوثيق أكثر مما يستهويهم الغوص التقليدي على الأحاديث والأخبار.
[هذه مشكلاتهم، أ.د محمد سعيد رمضان البوطي، دار الفكر، ط2/2، ص204]
(25)هاكم نموذجاً ومثالاً لما أشرنا:
عن عبد الله بن عباس سمعتُ رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقول: "إن لله ملَكاً لو قيل له التقم السماوات السبع والأرضين بلقمة واحدة لَفعل، تسبيحه: سبحانك حيثُ كنتَ". قال الإمام ابن كثير: حديث غريب جداً، وفي رفعه نظر، وقد يكون موقوفاً على ابن عباس ويكون مما تلقَّاه من الإسرائليات، والله أعلم.
[تفسير القرآن العظيم، الإمام الحافظ ابن كثير القرشي الدمشقي، شرح الآية (3 من سورة النبأ. انظر طبعة دار التراث العربي، مج4، ص465]
انظر الإشارة إلى احتمال الخلط بين الحديث المنسوب إلى الرسول ــ قبل البحث في صحته ــ وبين قول الصحابي! كما انظر الإشارة الواضحة إلى الإسرائيليات!
(26) أُحب أن أُنوِّه هنا إلى تبرئتي الصحابة ــ رض ــ من تهمة الكذب على رسول الله ــ ص ــ، فالوضَّاعون استعملوا بعض الأسماء التي ظنوا أنها قلقة وبعض الأسماء التي اعتقدوا أنها ثقة على حدٍّ سواء! وقد أخفقوا في تشويه صورة الحبيب المصطفى ودين الإسلام أيما إخفاق، وكل ما نجحوا فيه هو إثارة الشبهة حول بعض جوانب صورة الإسلام في بعض الأزمان عند نذر يسير ممن ينخدع بالأباطيل!
وللحقيقة أقول:
يوجد وفرة في الأحاديث والآثار الموضوعة في مراجعنا الإسلامية المعتمدة، وأُقرّ بأنَّ كُتُبَ السيرِ والتاريخ تحتوي على مادة "تاريخية" صالحة لحياكة أقذع قصص وتلفيق أسوأ تهم لأرقى شخصيات أهل الأرض قاطبةً.
ولكن ليس الحل بالاستسلام لوجود تلك المواد، ولا لضرب الصالح بالطالح والصحيح بالسقيم؛ وإنما الحل بالاحتكام إلى الأصول والقواعد والتعامل العقلي السليم مع تلك الإشكاليات..
وفي الرجوع إلى أهل الاختصاص من ذوي الضمائر الحية والنفوس الرضية والأحلام الرزينة والعقول النيرة والألسن الصادقة.. مأمن وملجأ..
(27) لقد آثر محمدٌ الدعوةَ على كلِّ مغريات الدنيا وزخرفها، وقد أطبقت المصادرُ التاريخية على حقيقةِ رفض محمد لكل العروض السخية المغرية التي قُدِّمتْ من سادات مكة لميله عن بعض الذي أُوحي إليه.. (فلينظر المنصف ويتأمل..)
(2 الحقيقة أن مشكلة معظم أولئك "الحاقدين" هي مع أبي الكرامة والكرامات والمكرمات محمد! فهم يقبلون أيَّ شيء من أيّ أحد إلا من مسلم عن محمد! يقبلون بالقول بأن للحجر تأثيراً وفعلاً وقوة، ولكل ما يُتخيَّل ويُتصوَّر في الذهن، إلا بمحمد ودينه! يُقال: بحُسن الاعتقاد بأي شيء والإخلاص له تحصل فائدة.. إلا بالإخلاص إلى محمد ودينه!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://attig.editboard.com
 
وفاء للنبي محمد ــ ص ــ.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فوائد الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
» معجزات محمد صلى الله عليه وسلم
» شاهد هذا المقطع و قل '' لا اله الا الله محمد رسول الله ''
» من صفات الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
» الشيخ محمد حسان .. يفسر كتاب الله عز وجل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلامنا اولا :: القسم الاســــــلامي :: المواضيع الإسلامية الدينية-
انتقل الى: