"ليتهم يستطيعون سماع صوتي ,ليتهم يعطونني فرصة اخيرة حتي ادافع عن نفسي ,ليتهم يصدقونني ,ليتهم يعدلون قوانينهم "
هكذا صرخت ف-ط-السجينة البريئة المتهمة بقتل زوجها ظلما و اعترفت بجرم لم ترتكبه غصبا وتحت قوة التعذيب و انتهي بها الامر الي وراء القضبان لتقضي احدي عشرة سنة تبتلع مرارة الظلم
هي واحدة من بين الالاف الذين دخلوا السجن دون جرم .وواحدة من الضحايا المتهمين والقابعين بالسجون لا يعلم حقيقتهم غير الله
بريئ لكنه مسجون معادلة لا تتحقق الا عندما تكون القضية معقدة حيرت رجال الشرطة او لغياب الادلة الكافية علي براءة المتهم او لاعتراف المتهم تحت التعذيب او لوساطة كبيرة وتدخلات خارجية تجعل مسار القضية يغير اتجاهه من العدل الي الجبروت
بريئ لكنه مسجون ظاهرة موجودة في كل سجن و صدق من قال "ياما في السجن مظاليم "
بين كل خمسون سجينا يوجد بريء هي حقيقة واحصائية تعلمها رجال الشرطة و الاعلام والمجتمع دون ان يتحرك ساكن
د-ع-جزء من هذه الحقيقة خرج ليبحث عن ابنته ويسجل محضرا في قسم الشرطة فانتهي به الامر الي متهما بخطفها وقتلها عند فشل المختصين في العثور عليها
بريئ لكنه مسجون عنوان لعديد الملفات المقفولة في رفوف المحاكم وبصمة سوداء في ارشيف القضاء يدفع ثمنها المتهم والعائلة والمجتمع
بريء لكنه مسجون ملف لا بد ان يري النور ولا بد لاصوات الابرياء من صدي يوصل ندائهم الي العادلين ولاصحاب الضمائر الحية
بريء لكنه مسجون استثناء لقاعدة العدل والانصاف لا بد له من وقفة وتدقيق وتعمق
فقد مضي زمن المعجزات ولن تظهر الحقيقة من تلقاء نفسها .
لو كنت احد هؤلاء الضحايا وتمكنت من اقتلاع فرصة اخيرة لتبرئة نفسك ماذا ستفعل ؟
لو كنت احد القضاة وطرحت بين يديك قضية تتهم بريئا لم تثبت برائته ماذا كنت فاعلا ؟
هل سيتمكن القضاء من الوصول الي كشف كل الحقائق يوما ما ويسيطر جيدا علي الحقيقة ؟