elhocine المدير العام
عدد الرسائل : 1049 العمر : 115 الدولــــــــــة : 0 دعــــــــاء : رسائل لكل العباد : اعملوا فكل ميسر لما خلق له (حديث)
الإنسان بالتفكير والله بالتدبير نقاط : 1 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/04/2007
| موضوع: نقص وعي أم قلة ثقافة؟! الثلاثاء فبراير 26, 2008 6:54 pm | |
|
نقص وعي أم قلة ثقافة؟! | | يحكى عن (تشرشل) أنه كان ابان قيادته لبريطانيا العظمى في الحرب العالمية الثانية, يصر بين الفترة والفترة على أن يظهر في الحياة العامة, فيجلس في مقهى أو يتناول غداءه في مطعم.. ولا أعلم ماذا يفعل في باقي وقته.. لكن إدارة بريطانيا في ظروف الحرب تؤكد أنه كان ينصرف في باقي ساعاته إلى استخدام كل ما هو متاح للوصول إلى القرار السليم في سلسلة القرارات اللامتناهية التي كانت تقتضيها ظروف المواجهة. بالنسبة لنا ورغم ظهور بعض مسؤولينا بصورة شبه يومية في هذه الحفل أو تلك الوليمة.. فنحن لا نطمئن كما كان يطمئن المواطن البريطاني عندما يرى زعيمه يمارس الحياة اليومية المعتادة.. فلهذا الظهور عندنا مقدمات وملحقات. مقدمات بندوات ومؤتمرات تحوي كلمات وشروحات, وملحقات من أركيلة وتمسيحة شوارب واستمرار المتابعة للندوة أو المؤتمر (ولو من بعيد بعد الغداء) لهذه الندوات وتلك المؤتمرات. خوفي ليس من أن تحجب الظروف القاهرة المسؤولين عن الناس للتفرغ الكلي لحل المشكلات.. أنا خوفي معكوس.. وأسأل.. هؤلاء الذين يستقبلون في اليوم أكثر من مرة ويودعون أكثر من مرة ويفتتحون أكثر من ندوة.. ويحضرون أكثر من معرض.. وقد درجت مؤخرا موضة المؤتمرات الصحفية.. فأصبح المسؤول يقيم أكثر من مؤتمر.. وذلك كله يؤكد أنه غير خائف, وبالتالي علينا أن نطمئن معه.. لكن.. نقول بصراحة إن الطمأنينة لا تدخل قلوبنا رغم أن القنابل لا تتساقط من حولنا كما كانت حالة المدن البريطانية في ظل الهجمات النازية.. غريب لماذا..؟! يستطيع أي واحد أن يفسر الأمر على أنه (قلة ثقافة) أو (قلة وعي)؟! وهذه الأخيرة دارجة كثيرا.. فمشكلة المصارف أن الناس ينقصها الوعي المصرفي.. ومشكلة التأمين أن الناس ينقصها الوعي التأميني؟! حتى الإعلان تقول مؤسسته إن الناس ينقصها الوعي الإعلاني؟! مع أننا معجبون جدا بالشابات المستوردات من أجل تثقيفنا إعلانيا.. فهل المسألة (قلة ثقافة) أو (قلة وعي)؟! أروي لكم صادقا أن أحد المسؤولين رد يوما على كثرة القيل والقال من حوله أنه إنما يعمل لإسعاد نفسه وعندما يسعد هو فالعاملون في المؤسسة يشعرون بالسعادة.. إن افترضنا , أن لديهم (الوعي والثقافة) وروى لنا ما كان يفعله تشرشل.. أعود الآن إلى السؤال هل هي قلة وعي أو قلة ثقافة.. وأزعم أنه لا هذه ولا تلك.. أبدا.. وليست أيضا قلة ثقة.. بل هي الصورة معكوسة.. والسؤال مقلوب ويقول: هؤلاء الذين يسطعون كل يوم في مؤتمر وندوة ومؤتمر صحفي ومحاضرة وما أدراك ما المحاضرة.. تثقيف على (أبو موزة).. والحديث حديث.. والدنيا تجري والأيام تمر والأحداث تتتالى.. وبنوع من التآمر من قبل الدنيا والأيام والأحداث.. لا يقف أي منها ليستمع إلى محاضرات مسؤولينا.. ولا يشاركهم فرحة ندوة, أو حضور مؤتمر. أنا لست ضد أي من هذه الأنشطة. وأنا أراها مفيدة وضرورية في أحيان كثيرة. لكن ثمة توازنا مطلوبا .. توازنا بين الانشغال النظري والانشغال العملي.. وتوازنا آخر بين الانشغالين النظري والعملي وبين النتائج المجسدة على الأرض. كل يوم فرحة للإعلان عن استثمارات جديدة.. كل يوم احتفال بتدشين شراكات جديدة.. كل يوم أخبار عن مجالس أعمال مشتركة جديدة.. وعلى الأرض.. البطالة تزيد.. وظروف الحياة تقسو وتشتد.. ولعبة المستقبل تزداد وقعا .. فهل كل ذلك بسبب نقص الوعي وقلة الثقافة عند هذا المواطن البائس الفقير..؟! غفرانك يا رب..
|
| |
|