هل فعلا ما أرى ؟!
أرى فيك الابنة البارة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها, وزوجات الرسول صلى الله عليه و سلم و بناته رضي الله عن هن جميعات.
أرى فيك أختا لي من أمنا حواء رضي الله عنها التي خلقت من أبينا آدم عليه السلام.
أرى فيك سمية أول شهيدة في الاسلام.
أرى فيك الجنة تحت أقدام الامهات.
أرى فيك عفاف و أنفة المرأة المسلمة.
أرى فيك زنوبيا التي حيرت الرومان.
أرى فيك حدس و قوة فراسة زرقاء اليمامة.
أرى فيك فصاحة لسان و عذوبة شعر الخنساء.
أرى فيك الذكاء و الفطنة المتمثلة في شهرزاد.
أرى فيك بلقيس ملكة سبأ, و عبق التاريخ العربي.
أرى فيك رشاقة و همة الحصان العربي و عيون المها.
أرى فيك سميراميس ملكة بلاد الرافدين, و كليوبترا ملكة بلاد النيل.
أرى فيك ممتاز محل زوجة الشاه جيهان, و الذي خلد لذكراها معلمة تاج محل.
أرى فيك الغد المشرق و الافق الباسم, و التربة التي ستنبت أجيال العزة الاسلامية.
أرى فيك تلك المدرسة التي اذا اعددتها أعددت جيلا بأكمله.
أرى فيك الأم و الأخت و الابنة...أرى فيك الأسرة المسلمة.
أسعدتني هذه الرؤيا و تمنبت أن أرى جميع أخواتي المسلمات على هذه الصورة...صورة الانسانة التي كرمها الله على الرجل و أسمى احدى سور القرآن باسمها و هي سورة " النساء "...صورة الأم التي أعتز بها و الأخت التي أفخر بها....
غمرني الشوق و أردت أراك على الواقع ففتحت عيني...نعم فتحت عيني...للأسف فتحت عيني.
أراك مهووسة بتبرج نانسي, و مقلدة لروبي, و تتخذين من شيء أصلا هو هيفاء قدوة لك.
أراك تحفظين من أغانيهم, أكثر من حفظك لأسماء أشهر السنة.
أراك لا تهتمين الا بمظهرك و أناقتك, و بالاصباغ المائية التي تضعينها على وجهك.
أراك لا تحفظين الا أسماء العطور و مساحيق التجميل و المحلات التجارية و أرقام الهاتف النقال.
أراك متأثرة بالمسلسلات المكسيكية, و متابعة لجديد هوليود و بوليود, و حافظة لدقائق الكليبات العربية.
أراك في برامج التلفزيون التمييعية, تجلسين على المقاعد الخلفية بابتسامتك العريضة و ملابسك المغرية.
أراك على صورة كل منتوج تجاري, من علب الطماطم الى السيارات الفاخرة.
أراك في الشوارع بأبهى حلل الجاهلية...
أراك دائما تتكلمين في الهاتف النقال...
أراك تقضين الساعات في الشات...
أراك مستهترة بقيمنا ضاربة بعرض الحائط مبادئ شريعتنا.
أراك تنادين بالحقوق المدنية و تناسيت الشريعة الاسلامية.
أراك فريسة دعاة تحرير المرأة من القيم الاسلامية...و دعاة التغريب و الحداثة.
أراك تتنكرين لشرع الله و تطلبين من الديمقراطية و حقوق الانسان وليدة الفكر الانساني المحدود انصافك.
أراك خلعت حجابك الواقي و تشبهت بالرجل.
أراك ...
لكن مهلا !!! أنا أرى ضوء يشرق من الأفق !!! لا ليس ضوء بل هو نور !!! انه نور مشاعل حفيدات أمنا عائشة رضي الله عنها قادمات من بعيد ...هن لا زلن بيننا ...هن أيضا ناقمات ...هن لا زلن موجودات ...
لأن الخبث هو الذي يطفو على السطح و الطيب يظل ثابتا شامخا في مكانه.
اخوتي أخواتي, هل صحيح ما أرى ؟؟؟
هل فعلا ما أرى ؟!
ملحوظة : أختي أستسمح منك ان كنت قد جرحتك بكلامي...و اعذري صراحتي...و ارجو أن تتفهمي أن ما قلته هو من منطلق غيرتي عليك كأخت لي في الاسلام...اكرر اعتذاري.